رئيس هلالي برتبة «سوبر مان»

محمد الشيخلا يضع الهلاليون بمختلف شرائحهم وهم يرون فريقهم بلا رئيس رسمي مواصفات للرئيس المنتظر، لأنهم لو فعلوا ذلك لما اتفق اثنان عليه، ولذلك نراهم يضعون مواصفات لا يمكن أن توجد في رجل واحد، إذ كل في ذلك يغني على ليلاه، وكأنهم يريدون رئيساً برتبة “سوبر مان”.

هم يريدون رئيساً يحمل على ظهره خزان أموال لا تغلق حنفياته إلى حد يمكنه من أن يأتي إليهم بكل ما يحلمون به، بل وفوق ما يحلمون، وليس بخافٍ أن الهلاليين لا مساحة لأحلامهم، ولا حدود لأمانيهم، ولذلك فهم لن يترددوا لحظة بمطالبته باستجلاب لبن العصفور.

ويريدون إلى جانب غناه أن يكون مهاباً، ترتعد من هيبته الخصوم، وتحسب لسطوته اللجان، ويدين لمبتغياته الإعلام، فإذا ما تحدث أفحم مناوئيه، وإذا ما غضب قام المغضوب عليهم ولم يقعدوا، حتى إذا سكت رنّت لصمته الجدران، واستراحت من غضبته الآذان.

ويريدونه رئيساً عبقرياً لا يضاهيه في عبقريته أحد، ولا يدانيه في ذكائه كائناً من كان، يريدونه رئيساً يعمل بفكر احترافي، فيبني إدارته على أعلى درجات العمل المؤسساتي، فيأتي إليهم بأفضل الشخصيات الإدارية، ويضع لهم أفضل الخطط العملية، ويحقق لهم أقوى الأرقام الاستثمارية، والويل الويل لو تفرد نادي منافس بعقد واحد أفضل أو رقم أكبر.

ويريدونه رئيساً لا تقبل البطولات في حضرته القسمة على اثنين، فضلاً أن يقتسمها أكثر من ذلك، فلا مجال للتفريط في بطولة؛ صغيرة هي أم كبيرة، كما ويريدون رئيساً لا يتسرب من بين أصابعه لاعب واحد، لا من فريقه ولا مما يشاؤون من الفرق الأخرى، فإن حدث ذلك فهو الخائب الذي لا يقبل اعتذاره، والفاشل الذي لا يسمع لتبريراته.

ويريدون لناديهم رئيساً غنياً بغنى رومان ابراموفيتش، وذا سطوة كسطوة برلسكوني، وعبقرياً يضاهي في عبقريته فلورنتينو بيريز، ومحنكاً يجيد لعبة التحديات كجوسيب بارتوميو، ولن يتسامحوا معه إن فقد صفة واحدة من جملة تلك الصفات، فجميعها وإلا فلا يليق بمثله أن يرأس نادياً كالهلال.

ليس ذلك ضرباً من ضروب المبالغة بحقيقة الحالة الهلالية، ولا نوعاً من أنواع التهويل للواقع الجاري في البيت الأزرق، بدليل أن الهلاليين -وهي الحقيقة- لا يستطيعون اليوم رسم ملامح لهوية الرئيس الذي يريدونه، فضلاً عن أن يتفق ثلة منهم على اسم شرفي واحد يرون فيه الأمل القادم، لأنهم يدركون جيداً بأنهم إن فعلوا ذلك فسيضيقون على أنفسهم حدود أحلامهم المفتوحة، وسيكونون في مأزق يحرجهم يوماً ما.

ذلك هو واقع الحال الهلالي، وإن لم يقولوه نصاً، وبسببه سيظلون يعيشون الفراغ بوجود رئيس أو مع عدم وجوده، فأياً يكن الرئيس المقبل، ومهما كانت قدراته، وطموحاته، ومدى رغبته في العمل فإنه سيصطدم بهذه الحقيقة التي لن يقوى على إزاحتها أو حتى الالتفاف عليها، خصوصاً مع هذا التجييش الحاصل لكل من يعمل في النادي الذي بات طارداً لمحبيه، ولن ينصلح الحال حتى يعي الهلاليون أن الرئيس “السوبر مان” لا يوجد إلا في مخيلاتهم!.

محمد الشيخ

عن الرياضة

11