النصر الحديث .. و صناعة اللقب

كاتب مقالاتكما يحدث في أي فرع من فروع الفن تتوقّف المعايير على ما ينتجها أولا ، ثم يرسّخها ، و ذلك من خلال تجاوز المألوف إلى غير المألوف و إنتاج ما يتوافق مع هذا الواقع الجديد ، و بحكم أن كرة القدم لم تعد لعبة بقدر ما هي رؤية فنية تتكون من عناصر عدة ، يمثّل الفريق الجزء الأهم فيها ، لكنه ليس كل شيء ، فهناك الجهاز الإداري و الجهاز الفني و الجمهور المساند و الجمهور المتلقي ، سواء المحايد أو المضاد . كل هذه العناصر تتحرك في سياق أو سباق رياضي مع رؤى فنية أخرى تجاورها و تنافرها في السياق نفسه ، ما يعني أن الفريق قد يتحوّل في لجة هذا البحر الرياضي إلى موجة عابرة تتلاشى عند حدود الساحل الرملي .
يحضر النصر في هذا السياق الرياضي بدءا من شعاره الذي يجمع بين الرمل و البحر مهيمنا على كل الرؤى الفنية المنافسة ، سواء من خلال لاعبيه أو جهازيه الفني و الإداري ، أو جماهيره ، أو حتى منافسيه فرقا و جماهير، لتدفع به هذه العناصر مجتمعة لكسب البطولات الثلاث ، ناشئين و شباب و فريق أول ، حيث حقق لقبا مركبا ، ذا أبعاد ثلاثية ، هو اللقب الجديد الذي لم يسبق لفريق آخر تحقيقه ” هاتريك البطولات ” ، و هذا الهاتريك جديد بهيئته التركيبية ، ما يدل على أن الخروج عن السياق الرياضي و تجاوز مألوف الأندية الرياضية هو الذي ينتج الألقاب الجديدة و يصنع المعايير الجديدة أيضا كما هو الحال في الفن بشكل عام .
قد تكون أندية أخرى ، كالهلال و الاتحاد و الأهلي ، حققت ألقابا جديدة ، فيما سبق ، لم تكن معهودة حين تجاوزت المألوف الرياضي ، بشرط ألا يكون اللقب وحيدا كما هو الحال في البطولات الفلكية ، بل يجب أن يكون مركبا بحيث يشمل المنشأة الرياضية بكاملها ، و هو ما تحقق للنصر في إنجازه الفريد الجديد الذي صنعه و أنتجه حين تجاوز السياق الرياضي المألوف ببطولة ثلاثية الأبعاد في زمن التصوير التلفزيوني ثلاثي الأبعاد أيضا ، و هو ما يشير إلى أن النصر الحديث أنجز لقبه وفقا للشروط الفنية و التقنية الحديثة بدءا بجهازه الإداري و انتهاء بجمهوره المتفاعل من خلال الإعلام الجديد في شبكات التواصل الاجتماعي مساندة للفريق مع طرح ما يسمى بالإعلام المضاد للفريق المنافس ، و قبل ذلك من خلال جمهوره الذي يحضر في الملعب بوصفه جزءا من الشكل و المضمون النصراوي الحديث ، يتجلى ذلك في التيفو الذي أبدع فيه الجمهور النصراوي ليوازي به حضور النصر في الملعب لعبا و نتائج .
بقلم : ضامن الغربي

7