عبدالله الفرج | قوة النصر وتصريحات الفساد

في الوقت والمكان المناسبين وأمام الاتحاد المنطلق نحو مراكز المقدمة وفي حضور جماهير ملأت أرجاء الجوهرة المشعة اختار النصر أجمل سيناريو لإعلان بدء حملته الحقيقية للدفاع عن لقب الدوري، هذا اللقب الذي حققه بعد غياب طويل، وبمستويات فنية مبهرة، شهد على استحقاقه له كل الرياضيين، الانتصار بثلاثية على (العميد) بعد التأخر بهدف في الجزء الأخير من اللقاء كان إنصافا ل(العالمي) الذي سيطر على أجواء المقابلة وتحكم لاعبوه في أمورها، نجوم النصر يقدمون أداء متميزا؛ يخذلهم قرار فني أحيانا في التشكيل أو التغيير، وتحرمهم صافرة أخرى أخطأت تقدير حقهم فيفقدون نقاطا قربت المنافسين حتى باتوا على مسافة قريبة جدا.

حتى والنصر يتعثر بتعادل أو خسارة من منافسه الأول على لقب الدوري هذا الموسم (الأهلي) أرى أن المتصدر هو الأفضل من الناحية الفنية، هو الأقوى هجوما مع عدم تجاهل أخطاء دفاعاته وحراسة مرماه في كثير من المباريات، وان الأهلي أكثر من أجاد التعامل معه إلا أن ذلك لا يعني أفضليته عليه.

أمام الاتحاد وضع النصر حدا لطموحات متربصين بسقوطه من جديد؛ منهم من ينتظر الانقضاض على الصدارة، وآخرون يأملون في اللحاق بما يمكن اللحاق به في لعبة لا يكون الفرح في النهاية عادة للمفرطين.

ثلاثية الاتحاد ليست مجرد ثلاث نقاط، بل هي عودة الهيبة للنصر البطل، النصر المتصدر، هذه العودة كان وراءها جهد مشترك بدأ بقرار رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بنقل الفريق سريعا بطائرة خاصة لتفادي آثار الحالة (المظلمة) التي أخرت إقلاع مئات الرحلات بسبب الأحوال الجوية في البلاد، وساهمت في وصول البعثة إلى جدة في وقت مناسب، كما أن المدرب ديسلفا اختار الأسلوب والطريقة التي جعلت الكرة بين أقدام لاعبيه أغلب الوقت، وحين صار مطالبا بتحويل تأخره إلى فوز أجرى التبديلات التي كشفت قوة القائمة الاحتياطية في النصر؛ إذ هي الأفضل على مستوى الدوري.

الاتحاديون استحقوا الخسارة لأنهم أقل إمكانات من منافسهم، ولاعبوه أقل خبرة كذلك، ولإشراكهم لاعبا مصابا (ماركيهو) الذي خرج في وقت باكر؛ فيما لم يشعر المتابع أن وسط النصر يفتقد لأفضل محور سعودي (إبراهيم غالب)، وعلينا أن نشيد بطريقة إحلال الجبرين وسرعة انسجامه مع المجموعة.

ويبقى تصريح رئيس النادي إبراهيم البلوي حول الفساد هو السلبية الوحيدة من تبعات الكلاسيكو المثير الجميل، فهي لا تعدو كونها محاولة لإبعاد الضغط الجماهيري عن إدارته، الأخطاء في تقدير ركلة جزاء بعدم احتسابها تعرض له الطرفان، وعدم تغيير لون قميص الحارس عبدالله العنزي لا يستحق ردة الفعل هذه، ولابد هنا من تدخل لجنة الانضباط أمام هذه الإساءات تجاه جملة من العاملين في اتحاد القدم ولجنة الحكام.

فوز الأهلي على متصدر الدوري ثم على الرائد، وعودة النصر بنقاط الاتحاد رافعا رصيده إلى 51، واستمرار فارق النقطتين وبلوغ الهلال النقطة ال44 ستضيف إثارة للجولات المتبقية، وكم نحن بحاجة اليوم لعمل أكبر في اتحاد كرة القدم ولجانه خصوصا التحكيم والانضباط في تطبيق الأنظمة على الجميع دون استثناء، واختيار أفضل الحكام في العالم لضمان أقل نسبة من الأخطاء، وضمان توجه ذهاب البطولة لمن يستحق.

11