عيسى الجوكم
النصر لم يتقدم داخل المستطيل الأخضر فقط، ولم ينفض غبار سنواته العجاف بتحقيق الألقاب فقط، بل حتى ردة فعل جماهيره بعد الخروج من نصف نهائي كأس ولي العهد، كانت واعية تنبئ عن ثقافة جديدة أوجدها فيصل بن تركي في الكيان النصراوي.
حملات التضامن والهشتاقات لعمر هوساوي من قبل جمهور الشمس، عقب خسارة فريقهم من الأهلي وتسبب اللاعب النجم في ولوج الهدف الثاني في مرماه، وهو الهدف الذي صعد به الراقي للنهائي يعطينا انطباعا أن ثقافة هذا الجمهور ستكون محطة وقود وتحفيز للاعبي الفريق في تحقيق الألقاب والبطولات.
لقد بعث جمهور النصر رسالة تحفيز وتشجيع رغم مرارة الخروج، لتصل لقلوب لاعبيهم، بأن هناك من يقف معهم في السراء والضراء، وهذا الموقف سيكون له فعل السحر لتهيئة الفريق لباقي بطولات الموسم.
الموقف الآخر هو مواساة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي للاعبيه بعد الخروج، حتى ظننا أنه يهنئهم من شدة إعجابه بما قدمه لاعبوه أثناء المباراة.
هذه الثقافة جديرة بتسليط الضوء عليها، لأنها محطة للاقتراب من الاحتراف الحقيقي، الذي يؤمن بأن الكرة فوز وخسارة، وأن المطلوب هو الأداء والاجتهاد والمثابرة، وإذا لم يتحقق الهدف، فإن الرضى بما قسمه الله هو عين الحكمة وقمة العقلانية.
لا أعرف حقيقة لماذا ننشط بأقلامنا وألسنتنا كلما هبت رياح سلبية هنا أو هناك، ونصاب بالخمول والكسل عندما نرى ما يضمن تطورنا وتقدمنا، وأعتقد أن ردة فعل جمهور النصر ورئيسهم للخسارة من الأهلي عبرت عن فكر ناضج نتمنى تعميمه في فكرته وصورته.
في المقابل كنت أمني النفس بسماع تصريح ولو مقتضب من مسؤول نصراوي يعتب على شراحيلي لتصرفاته الأخيرة، ويطالبه بعدم القيام بتصرفات أقل ما يقال عنها انها غير مقبولة ولا تعبر عن ثقافة النصراويين.
بصراحة أكثر، النصر شكل ظاهرة في الفرح في الموسم الماضي، وبعد خروجه من الأهلي هذا الموسم في مسابقة كأس ولي العهد شكل ظاهرة الخروج بشموخ.
