علي السلمي | السهلاوي خير مثال!!

 يخطئ من يعتقد أن كرتنا نضبت من المواهب القادرة على مواصلة المسيرة التي بدأها جيل العمالقة ماجد عبدالله وصالح النعيمة وشايع النفسية وغيرهم من النجوم الأفذاذ، بل كانت ومازالت وستظل أرضا خصبة لإبراز أجيال متعاقبة من اللاعبين المميزين ومن يدّعي غير ذلك فهو إما جاهل أو حاقد..

 وكرتنا السعودية منذ سطوح نجمها على مستوى القارة الصفراء قبل ثلاثة عقود وحتى الآن، لا تعاني ندرة المواهب، بل هي ولّادة، وما غيابها عن المشهد خلال العقد الأخير إلا بسبب (التخبيص) والفوضى على مستوى منظومة كرة القدم بصفة عامة والمنتخب على وجه الخصوص، الذي بدوره عانى غياب الاستقرار الفني والإداري وغياب العدل في اختيارات اللاعبين وغياب التنظيم والتوظيف الناتج عن قناعات بعض المدربين، وربما غيرهم ممن يريدون اختزال منتخب الوطن في لاعبين معينين لأسباب مجهولة..

 ونتيجة السياسة الإقصائية، جاءت ضربة البداية موجعة عندما استهل منتخبنا مشواره بالخسارة أمام الصين الذي لم يسبق له الفوز عليه في النهائيات، وما زاد الطين بلة وقوف المدرب المستعار الروماني كوزمين موقف المتفرج رغم تدني مستوى بعض اللاعبين وغيابهم عن أجواء المباراة خصوصا في خطي الوسط والهجوم، ولم يكلف نفسه إجراء أي تبديل في وقت مبكر يمكن من خلاله تعديل شكل المنتخب على مستوى النواحي الهجومية للخروج بالتعادل على أسوأ الاحتمالات..

 ولكن في المباراة الثانية أمام كوريا الشمالية يبدو أن المدرب استوعب الدرس جيدا، مع أنه لم يتخل عن قناعاته كلها، وإنما عن بعضها، ولعب بتشكيلة جيدة إلى حد ما، كان الأبرز فيها مشاركة المهاجم الهداف محمد السهلاوي الذي كان يتحين الفرصة على أحر من الجمر ليثبت كفاءته باللعب كأساسي، وما إن أُتيحت له حتى فجّر طاقاته الإبداعية داخل المستطيل الأخضر وساهم في الفوز الكبير الذي أعاد أخضرنا لأجواء المنافسة..

 وما ينطبق على السهلاوي ينطبق تماما على كثير من اللاعبين المبدعين الذين خلت التشكيلة من أسمائهم أو حُكم عليهم بالبقاء على مقاعد الاحتياط، وأعتقد أن تلك الأسماء متى ما وجدت الفرصة المناسبة والدعم المعنوي، فإن حضورها سيكون مميزا وسنشاهد منتخبا آخرا يستحق بالفعل أن نفخر ونفاخر به.

أخيرا.

 عندما يشعر اللاعبون بالعدل والإنصاف، فإن ذلك ينعكس عليهم إيجابيا من حيث التعاون والتكاتف والحماس ومضاعفة الجهد لتشريف منتخب بلادهم، كما يشعر المشجع البسيط أن منتخب الوطن لم يعد حِكرا على أسماء معيّنة وإنما المشاركة والبقاء للأفضل.

9