عيسى الجوكم | هزازي والسهلاوي يكشفان «المستخبي»

 صخب أقرب للانفجار، وفوضى صنيعة ثقافة، وليست إهمال رقابة.

 أعرف وتعرفون أن المشهد السائد في ساحتنا الرياضية، هو تبرئة اللاعب مهما كان خطؤه، ورمي العلل والمنغصات والفشل للأجهزة الفنية والإدارية ويرتفع السقف لاتحاد الكرة والرئاسة العامة وأحيانا أنظمة الدولة.

 للأسف الشديد دائما ما نخطئ في التشخيص، أو أننا نعرف العلة ونغض الطرف عنها، وذلك لسببين، أولهما جماهيرية النجم، وثانيهما الميول.

 ولعل ردة الفعل للمشادة الكلامية أو المشاجرة- لا تهمنا التسمية- التي حدثت في تدريب الأخضر يوم أمس الاثنين تكشف لنا القصة بالكامل، حينما رمى من رمى المسؤولية على اتحاد الكرة والجهاز الكروي للمنتخب.

 وهنا أسأل لماذا نبرر ساحة الهزازي والسهلاوي وهما لاعبان محترفان؟! وهل المطلوب من اتحاد الكرة والبعثة المتواجدة في استراليا وضع حراسة مشددة على اللاعبين وهما يؤديان المران؟!

 بصراحة أكثر لقد تمادينا في إغفال حقيقة كانت واضحة للعيان، وهي تراجع مستوى اللاعب السعودي، وأنه سبب مباشر في إخفاقات كثيرة، وتفنن الإعلام على اختلاف وسائله في توجيه السهام لإدارات أندية ولجان وأجهزة فنية وإدارية واتحاد كرة، وترك الدواء وعزز الداء، اما بلغة الميول، أو بلغة دغدغة عواطف الجماهير، لذلك لا غرابة مما حدث في تدريب الأمس بين هزازي وسهلاوي، فكلاهما يعرف أن لكل منهما إعلاما سيدافع عنه، وجمهورا سيتعاطف معه، والضحية الآخرون من اطراف منتمية للمنتخب، الذين لا يجدون إعلاما يتعاطف معهم، بل لا يجرؤ حتى لقول الحقيقة، وياليته يكتفي بالصمت بل نجده عنترة بن شداد في حمل سيف تزييف الحقيقة.

 مما أضحكني في مشهد السهلاوي هزازي تصفية الحسابات، وإظهار لغة ممكيجة لواقع يعرفه الجميع، ولم يجد أولئك المهاجمون والمدافعون سوى زكي الصالح مدير المنتخب ككبش فداء يقدمونه لقصة المشادة، بعبارات فيها ابتعاد حتى من حمرة الخجل، وكأن ما حدث لا يعبر عن ثقافة (هياط) اعتاد عليها اللاعبون حتى في أنديتهم التي لا يتواجد فيها الصالح.

 نعم هذا هو التزييف للحقائق الذي جعل الكرة السعودية تتراجع لمسافات طويلة للوراء لعدم وضع النقاط على الحروف، والهروب إلى الأمام، ورمي الفشل لآخرين ليس لهم ناقة ولا جمل.

 لقد كثرت أخطاء اللاعبين في الآونة الأخيرة بسبب سياسة غض الطرف، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه من فوضى عارمة، والغريب في الأمر أن الجميع سينشغل بموضة من هو المخطئ هزازي ام السهلاوي، وكل طرف سيرمي التهمة على الآخر، وهنا لا أقصد اللاعبين ولكن من ورائهما من إعلام وجمهور، وسيقف الجميع ضد أي عقوبة لهما بعد المشاركة الآسيوية، والأكثر غرابة أن الذين يدافعون عن اللاعبين حاليا، هم أكثر من يردد مقولة اتحاد ضعيف.

 لا يريدون النظام ولا يريدون العقوبات ولا يريدون القانون، ومع ذلك سياطهم متوجهة سواء صدرت عقوبة أو لم تصدر، فالمطلوب هو هياط النقد لا أكثر ولا أقل.

9