بتال القوس يكتب: النصر .. ليس بعد

رغم فوزه على غريمه التقليدي الهلال، إلا أن النصر لم يضع قدما بعد في منصة بطل دوري 2015، وحتى اللحظة أيضا فالأصفر الحالي أفضل «عناصريا» من نصر كارينيو وأقل منه جماعيا، والجماعية هنا تشمل التكتيك والروح.

.. تحريا للموضوعية أكثر، اتضحت شخصية البطل في نصر كارينيو، بعد تجاوزه الاتحاد في الجولة الـ 11 بدفع قوي من انتصاره على الهلال في الجولة التي سبقتها، وها هو نصر دا سيلفا في مواجهة قوية مقبلة بعد تجاوزه الأزرق ذاته، قد تفصح عن بطل منتظر، وليس علينا إلا الانتظار في قادم الجولات حتى يكون الحكم أكثر منطقية.

المنافس الأقوى للنصر هذا الموسم سيكون الأهلي، وسيبقى الهلال بين الغياب والحضور، يترقب مسيرة الفريقين لاستغلال أي هزة تمنحه فرصة العودة من جديد إلى طريق المنافسة. مشكلة الأهلي أن متابعه لا يمكنه المراهنة عليه أمام الفرق المتوسطة، وهنا معضلة كبيرة، ستتلاشى تدريجيا متى ما تسارعت خطى الفريق نحو المقدمة وساعدته نتائج الفرق الأخرى أمام منافسيه.

النسخة الحالية من دوري هذا العام، لا يمكن إخضاعها لقاعدة، لأن الكل يطيح بالكل، ولا يمكن التنبؤ بنتيجة أي مباراة في أي جولة، ولا يَظّهَرُ لي فريق لا يمكن هزيمته.

.. ما يقال عن النصر بعد مباراته مع غريمه الأزرق، يقال عن الشباب نفسه، ليوث العاصمة ورغم الدكة الفقيرة، لو أرادوا الاستمرار في المنافسة عليهم إسقاط النصر في الجولة المقبلة، وتلك دفعة معنوية هائلة ترتق أي عيوب في جسد الفريق.

.. أمر آخر مهم، سيكون له تأثير في المنافسة في قادم الجولات، وهم القادمون في فترة الشتاء، خاصة في فرق المقدمة. النصر سيودع هرناني بالإعارة داخليا أو المخالصة، وسيستقبل مهاجما آخر تدعيما لصفوفه في الدوري ومسابقة الأبطال الآسيوية. الإسباني داني سيترك مقعده في الأهلي لصالح البرازيلي الراقص أوليفيرا، والهلال بلا أدنى شك سيكون لديه مهاجم أجنبي إن لم يكن مهاجمان، ولا أظن الشباب سيبدل أحدا، فيما لن يستطيع الاتحاد التعاقد مع لاعبين مهمين، خاصة أن مفاوضاته حاليا تدار كما في أول الموسم مع لاعبين ذوي انتقال حر، وهؤلاء في الغالب يحملون أسماء كبيرة ومسيرة مهنية عالية، ويأتون للخليج لختم حياتهم الرياضية بما يشبه الشيك الذهبي.

التغييرات التي سيحدثها هؤلاء القادمون، لن تكون جذرية تماما، ولا يمكن لهم استعادة ما فقدته فرقهم في الدور الأول، ولكنهم سيضفون تأثيرا جديدا في المسابقة، وربما يحدثون فارقا في المواجهات الثنائية الكبيرة.

آخر ما يمكن أن يقال، هو أن الخطط المرحلية في مشوار المنافسة، هي الأنجح والأكثر عقلانية، الفرق التي تضاءلت فرصها في لقب الدوري، عليها أن تكون أكثر عقلانية وتخطط من الآن للتعويض في اللقب الأثمن معنويا وهو كأس الملك. في الموسم الماضي، وبعد الجولة الـ17، قلت لخالد البلطان رئيس الشباب عندئذ: فقدت السباق مبكرا نحو لقب الدوري، وسط صراع قطبي العاصمة؟ أجاب بذكاء: “صراعهما يمنحني فرصة مناسبة للاستفادة من إرهاقهما لبعضهما، وبالتالي أتغلب عليهما في كأس الملك”. وفعلها، أخرج النصر وألحقه بالهلال، لأنه تحلى بالواقعية، وحدد هدفه مبكرا.

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

14