علي حمدان يكتب عن لجنة الاعلام الرياضي

كان الزميل رئيس التحرير طلال آل الشيخ، وكاتب هذه السطور أعضاء في اللجنة التأسيسية للإعلام الرياضي عام 1427، وهي اللجنة التي حاول الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأمير نواف بن فيصل من خلالها تنظيم عمل الإعلام الرياضي، ولكن مقترحه وجد معارضة من هيئة الصحافيين السعوديين.

كانت الفكرة رائعة والأعضاء أغلبهم في مستوى التطلعات وتم عقد عدة اجتماعات للوصول لصيغة لائحة مناسبة لعمل هذا الاتحاد وهذا المشروع الوليد، إلا أن هيئة الصحافيين كما بلغنا حينها أجهضت الفكرة.

اليوم تغير الوضع، وفجأة قامت هيئة الصحافيين (المتوفاة دماغيا) من فراش الموت السريري الذي تعيش فيه، والتي رفضت تشكيل الاتحاد حينها، وقدمت لنا لجنة برئاسة الزميل طلال آل الشيخ الشخصية الإعلامية المقبولة من كافة الأطياف، وعدد من الأعضاء تحت مظلة هيئة الصحافيين.
بغض النظر عن كل ما سبق، وبالرغم من اعتراضي القوي جدا على بعض الأسماء في اللجنة، خصوصا وأن منهم من يقود التعصب الرياضي بنفسه أو من خلال صحيفته، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن الوقت قد حان لتنظيم عمل الاعلام الرياضي السعودي ومحاولة إيجاد اطار عام ومحدد يمكن العمل من خلاله لتطوير هذا الجهاز الهام والحساس.

هذا المشروع لكي ينجح يحتاج إلى ميزانية وإدارة متفرغة إذا كنا نتحدث عن عمل احترافي ومهني يليق بالإعلام الرياضي السعودي، وتحديد أهداف اللجنة بعناية فائقة، وإنهاء النظام الأساسي أو اللائحة الخاصة بها لتبدأ أعمالها بشكل صحيح وسليم.

معظم اللجان في الرياضة والإعلام السعودي تنهي أعمالها إما بالفشل أو التوقف أو الاختلاف أو الخلاف، ونادرا جدا ما تنهي لجنة ما أعمالها ولذلك ولكي أكون صادقا أنا لست متفائلا لأن الأمر ليس تشكيل لجنة، وعقد اجتماع أو اثنين، وإضافة عضو أو اثنين، الأمر كبير جداً وواسع ويحتاج الى ميزانية واضحة وإدارة وموظفين وهذا لا أعتقد أن هيئة الصحافيين قادرة على توفيره ودعمه.

هناك من يرى أن على اللجنة توقيع عقود رعاية لها لإيجاد دخل سنوي ثابت يساعدها على تنفيذ برامجها وأنشطتها وفعالياتها وهذا كلام رائع، وأعتقد أنه مهم جدا، ويحتاج إلى جهود حثيثة من رئيس اللجنة خلال الفترة المقبلة، لإيجاد الرعاة وتوقيع عقود طويلة الأجل لثبات الدخل واستمراره للقيام بالمهام على أكمل وجه.

في رأيي المتواضع أن هذه اللجنة مهمتها الأساسية تنظيمية بحتة لأداء الإعلام والإعلاميين الرياضيين وليس لأي شيء ثان، بمعنى من يعتقد أن مهمة اللجنة تخفيف الاحتقان أو التوتر أو الغضب الجماهيري فهو مخطئ، ومن يعتقد أن اللجنة سوف تقوم بمحاسبة من يتجاوز أو يسب أو يشتم بشكل علني على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام فهو أيضا مخطئ.

الذي أراه أن اللجنة تحتاج الى تحديد أهدافها بدقة وعدم تحميلها ما لا يحتمل وعدم الزج بها في متاهات هي في غنى عنها بل وليست من مسؤوليتها، مثل إصلاح الوسط الرياضي الذي يعيش ظروفا صعبة نتيجة لأمور كثيرة لا تتحملها هذه اللجنة، ولا يجب أن تتدخل فيها، بل عليها التركيز على أهدافها التي وضعتها، وأبرزها تنظيم العمل الاعلامي الرياضي السعودي.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن

10