بتال يتساءل: مدرب أم مدربان .. للأخضر!

يبدو الاتحاد السعودي لكرة القدم أمام طريقين متباعدين في اختياره المدرب البديل للإسباني لوبيز كارو.

الطريق الأول يفرض أن يكون المدرب المقبل، مؤقتا، مهمته فقط قيادة الأخضر في نهائيات أستراليا، أما الثاني فهو مدرب طويل الأمد يضع استراتيجية متكاملة حتى المونديال المقبل.

الطريق الثاني هو الأفضل بلا أدنى شك، ولكن الظروف قد تجبر مسيري الأخضر على الأول. إذ الوقت ضيق كثيرا، ولا يسمح بخيارات كثيرة ومفضلة، وهذا لا يلغيها تماما، فماذا يمكن أن يفعل الاتحاد السعودي؟ ناهيك عن أن خيارات المدرب المؤقت تأتي دائما بشخصيات لا ترقى للطموح ولا يمكن معها بناء استراتيجيات طويلة الأمد.

قبل الإجابة، علينا أولا أن نقرأ مشوار الأخضر في هذا العام وما يليه. لدينا بطولة آسيا في يناير، بعدها بستة أشهر تبدأ التصفيات الأولية لكأس العالم، ولو أردنا التعاقد مع مدرب كبير واسم ذي مسيرة مهنية عالية، لن نجد من يقبل تجربة العلاقة في كأس آسيا، وسيشترط عقدا يمتدا على الأقل عامين، وإن بحثنا عن اسم مغمور أو صاعد، سنظل تحت تقلبات المغامرة، قد ينجح، وقد يفشل، والكرة السعودية ليس في جسدها متسع لجرح جديد. المشهد ينطق: مدرب أم مدربان للأخضر في عام؟. تبدو الخيارات صعبة، ولكنها ليست مستحيلة.

.. طوال السنوات الماضية، ظلت الكرة السعودية، تتقدم خطوة وتتراجع خطوات، لم يظهر مسيروها خطة بعيدة المدى واضحة، وظلت النتائج الوقتية تتحكم في القرار. أُقيل ريكارد وتم تنصيب لوبيز مدربا مؤقتا، حتى يتسنى البحث عن مدرب جديد، ومع تجاوزه تصفيات آسيا، تغيرت الرؤية ففسد كل شيء. آمل من أهل الحل والعقد في الاتحاد السعودي ألا يقعوا في المشكلة ذاتها مجددا، وأن يضعوا خططهم الواضحة ويصبروا على مراحلها الزمنية حتى تتحقق.

في ظني أن التعاقد مع اسم ذي ملف مهني قوي، وإن لم يحقق بطولة آسيا هو الخيار الأفضل، شريطة أن تتوافق والتعاقد معه خطة استراتيجية بعيدة المدى ترسم فيها الأهداف المستقبيلة بدقة.

.. في هذا الشأن، نسأل أنفسنا من جديد، ما الهدف الواقعي الممكن تحقيقه في نهائيات أستراليا المقبلة؟

شخصيا أعتقد أن بلوغنا الدور نصف النهائي سيكون مقنعا ومرضيا، شرط أن تكون النتائج مقرونة بالمستوى الفني، فيما سيكون الهدف الأكبر هو تحضير منتخب قوي ينتزع إحدى بطاقات العبور إلى المونديال المقبل، ولن يتحقق ذلك ما لم توضع الأهداف بدقة، ولا يتم التراجع عنها مهما كانت الضغوط.

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

17