عيسى الجوكم :الشاطر من يضحك اخيراً !!



عيسى الجوكم

عيسى الجوكم

لا أحد يستطيع الاستهانة بالنتيجة التي آلت إليها مباراة الهلال وويسترن سيدني الاسترالي في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم.

 النتيجة تعتبر خطرة ومخادعة وليست مطمئنة على الإطلاق، فنتيجة 1-صفر في عالم كرة القدم بإمكانها أن تدخلنا في سيناريوهات كثيرة.

 بالرغم من كون النتيجة خطرة، إلا أن المهمة ليست مستحيلة في الإياب شريطة أن يحافظ لاعبو الهلال على ثباتهم الانفعالي بالحفاظ على هدوء أعصابهم في مباراة العودة السبت المقبل، ولست أخشى على لاعبي الهلال من هذا الجانب، حيث إن لديهم من الخبرة الكروية ما يمكنهم من أن يتعاملوا مع الضغوط على الوجه الأمثل، وسبق لهم أن تعرضوا لضغوطات مماثلة سواء مع فريقهم الهلال أو مع المنتخب السعودي بالنسبة للاعبين الدوليين.

 من بديهيات كرة القدم أن الفريق الاسترالي سيلجأ للدفاع في الرياض، ولِمَ لا فهو سيأتي إلى الرياض محققاً أفضلية نسبية على الزعيم بحكم كونه متقدما في الذهاب بهدف نظيف، ولن يكون ذلك غريباً حيث لجأ مدربه لحيلة الدفاع حتى وهو يلعب على ملعبه ووسط جماهيره من أجل استدراج الهلال لنصف ملعبه ومن ثم مباغتته بهجمات مرتدة، حيث يجيد ويسترن مثل هذه اللدغات.

 حفاظ الهلال على شباكه نظيفة في لقاء العودة سيخفف الضغط على الأقل لحين احراز هدف التقدم، أما لا قدر الله في حالة استقبال شباك الهلال لهدف، فإن المهمة ستزداد صعوبة وذلك لأننا سنلجأ لقاعدة احتساب الهدف بهدفين، ونحن نريد أن نكون في غنى عن الوصول لتلك الحالة.

 النقطة الأهم التي ينبغي أن يفطن لها الجمهور الهلالي هي أنهم سيكونون الرقم الصعب والعامل الأول حتى قبل اللاعبين أنفسهم في تتويج الهلال باللقب القاري والذهاب إلى كأس العالم للأندية في المغرب، وسيكونون الوقود الحقيقي للاعبي فريقهم.

 ليس المطلوب من الجماهير الزرقاء هو الحضور الكثيف، وان كنت على يقين تام بأن عشاق الفريق سيكونون في الموعد وسيملأون درة الملاعب عن بكرة ابيه ولن يكون هناك موضع لقدم في تلك الليلة التي نتمناها أن تكون زرقاء كاملة الأوصاف.

 العبرة ليست بالحشود الجماهيرية، وإنما بالتواجد الفعال في المدرجات من صافرة البداية وحتى النهاية، فجمالية المدرج الأزرق لن تكتمل إلا بالأهازيج والتهاب الحناجر قبل الايادي للشد من أزر لاعبي فريقهم، وبث الرعب في نفوس لاعبي الفريق المنافس.

 المطلوب أيضاً من جماهير الهلال ألا ينشغلوا بأحداث اللقاء فكل ما هو مطلوب منهم هو التشجيع ثم التشجيع ثم التشجيع وليس أي شيء سواه، فويسترن لم يفز لأنه الأفضل فنياً من الهلال، وانما بسبب جماهيره التي ظلت مواظبة على تشجيعها لفريقها،رغم ان الهلال كان مسيطراً على المباراة في أغلب الفترات، فجماهيره منحتنا درسا مجانيا في فنون التشجيع المثالي.

 المطلوب من لاعبي الهلال أن يكونوا في كامل تركيزهم خلال مواجهة الرد أمام سيدني، لاسيما وانه لاحت للفريق أكثر من فرصة في الذهاب إلا أن غياب التركيز كان وراء إهدارها ،فتلك المباريات تحسم من أنصاف الفرص والشاطر من يضحك أخيراً.

عن اليوم

17