الصقري: سامي وماجد.. «كل ما أقفيت ناداني تعال»

أجزم بأن الكثيرين قد ملوا وسئموا من تكرار الحديث عن النجمين الكبيرين سامي الجابر وماجد عبدالله ومحاولة المقارنة بينهما بهدف التقليل من أحدهما أو من أجل ميل الكفة لحساب أي منهما، وهذا هو ديدن أنصار الأسطورتين في جدلهما البيزنطي على مدى عقدين ونيف من الزمن.

 الحديث عن ماجد وسامي حديث ذو شجون ولكنه أشبع طرحا، ولم يعد بالإمكان الكتابة عنهما لا من قريب ولا من بعيد نظرا للكم الكبير الذي طالعناه طوال السنوات الفارطة من مقالات وموشحات وتقارير استثنائية تتواكب مع قيمتهما الفنية وجماهيريتهما الطاغية على الصعيدين العربي والقاري.

 لم أكن أرغب في العودة للحديث أو حتى مجرد التعريض والاستشهاد باسم أي من النجمين الكبيرين، لولا أن موقفا حدث لي يوم أمس الأول أجبرني على أن أعود مكرها لا بطل للكتابة عن سامي وماجد، خاصة في ظل الأوضاع المتأزمة التي يشهدها وسطنا الرياضي والإعلامي في الآونة الأخيرة.

 باركت عبر حسابي الشخصي في تويتر تدشين الأسمراني لحسابه في الموقع ذاته ورحبت به في بضع كلمات لا توازي جزءاً مما قدمه لرياضة هذا البلد فانبرى لي البعض بوابل من الاتهامات والسب والقذف على اعتبار أنني كنت وما زلت واحدا من المعجبين بالأسطورة الآخر سامي، وكيف لي بالترحيب بخصمه وأن هناك لعباً على الحبلين حسب رؤيتهم لتلك التغريدة العابرة.

 شخصيا أتفهم أننا نعيش في عصر بلغ فيه التعصب المقيت ذروته، وأن اللغة الهابطة التي باتت سمة غالبية الإعلام الرياضي وأضحت متفشية وسائدة، ولكنني في الوقت ذاته لا أتفهم ولا أتصور كيف يحق لهؤلاء تجريد نجم كبير كماجد من الترحيب أو حتى محاولة إلقاء السلام عليه.

 سامي وماجد ولا يضر بأيهما بدأت ..نجمان لن تنجب الملاعب السعودية ولا حتى العربية مثلهما، وهذه وجهة نظري، وأي محاولة للتقليل أو النيل منهما يجب أن ننبري جميعا لوأدها وإجهاضها حتى تستمر الصورة الللامعة لهاتين الأسطورتين ومن حقهما علينا جميعا أن نقف صفا واحدا لرأب هذا الصداع الذي لن ينتهي ما لم تكن النوايا صافية والقلوب خالية من الشوائب التي عكرت صفو أزمنة سالفة.

قذائف شمالية

 الإشادات المتوالية بحق النجم الكبير سامي الجابر من قبل المسؤولين عن الرياضة القطرية محل فخر واعتزاز وتكمن القيمة الحقيقية له في وجود من يقدر فكر وموهبة وتاريخ الأسطورة.

 وسائل التواصل الاجتماعي بلغت مرحلة وهن وإسفاف وباتت الغلبة فيها والحظوة للساقطين من أصحاب القذف والسب والشتم.

 المستويات المتميزة التي يقدمها فارس الدهناء حاليا في دوري ركاء طمأنت عشاقه ومحبيه بعودة مرتقبة للفارس الكبير ، حيث مكانه المعتاد بين الفرق الكبار.

مقالة للكاتب بدر الصقري عن جريدة اليوم

11