المصيبيح يسأل: متى يبكي لاعبو منتخبنا؟

بصرف النظر عن جمالية تنظيم مونديال 2014 وروعة الملاعب ونجاح المنتخبات المشاركة في تقديم مستويات فنية عالية صاحبها ارتفاع معدل التهديف الذي فاق المونديالات السابقة ماعدا مونديال 1970 بشهادة المؤرخين بصرف النظر عن كل ذلك إلا أن ماشدني ومع كل مباراة. الروح العالية والإخلاص منقطع النظير لمن يمثل منتخب بلاده في المونديال سواء كان لاعباً أو مشجعاً في المدرجات حيث انعكس ذلك في مواقف كثيرة تفنن مخرجو المباريات في إظهارها للمشاهد فالمشجع يبكي حرقة في الفوز والخسارة واللاعب يبكي عند النشيد الوطني وحارس المرمى تذرف دموعه عند استبداله بسبب الإصابة وحالات إغماء للمشجعين عند الفوز والخسارة ولاعبون يحترقون عطاءً وقتالية من أجل الدفاع عن شعار بلادهم ويأتي في مقدمتهم نجم المونديال الأول الهولندي روبين مروراً بنجم كولومبيا الصغير رودريغيز الذي بكى بعد الخسارة إلى درجة أن لاعبي الخصم أشفقوا على حاله وبادروا بمواساته ولا انسى نجوم الجزائر يتقدمهم القائد عبدالمجيد بوقرة الذي شكل بمفرده خط دفاع متكاملًا بروح وقتالية وإخلاص بل زاد عن ذلك تحامله على نفسه وإصراره على البقاء في الملعب أمام ألمانيا رغم الإصابة.

تلك النماذج جعلتني أتساءل لماذا لا نرى هذا الولاء في من يمثل منتخباتنا الوطنية.. فالإخلاص والحزن نراهما على مستوى الأندية جمهوراً ولاعبين أما على مستوى المنتخب فالجماهير تتردد في الحضور واللاعبون البعض يتهرب أما بالتأخر عن المعسكر أو التظاهر بالإصابة كما أشار إلى ذلك الأسطورة محمد الدعيع!

ترى من المسؤول وكيف وصل بنا الحال إلى أن اللاعبين لا يشعرون بتمثيل الوطن وماالذي اختلف عن منتخبات 84 و 88 حيث كنا نرى الروح والإخلاص والجماعية والإيثار بعكس حالنا الآن!

لاتقولوا الاحتراف هو السبب فنجوم المونديال يتقاضى معظمهم رواتب تفوق ميزانية بعض الأندية إلا انهم عندما يمثلون وطنهم يستشعرون المسؤولية ويتفانون من أجل رفعة سمعة بلادهم؛ لذلك لابد أن لا نضلل الواقع ونواجه أنفسنا بتلك الحقيقة المرة ونعمل على المعالجة إعلامياً وإدارياً ونضع اليد على الجرح لنسهل مهمة المدربين والاداريين الذين نظلمهم ونلقي باللائمة عليهم وهم يشرفون على لاعبين لايدركون حجم المسؤولية وتفكيرهم الأول والأخير أنديتهم ومشاركاتهم الداخلية والخارجية!

نقاط خاصة

– مايتناوله الزميل فهد الدوس هنا في “الرياض” حول أحوال نجومنا القدامى يتفاعل أكثر من قبل الأندية والتي هي مطالبة بتخصيص مكان مناسب داخل أروقة النادي يحوي كل وسائل الراحة ويشجعهم على الحضور وشغل اوقات الفراغ القاتلة ويجعل صوتهم قريبًا من المسؤول.

– تنتهي المعسكرات ويعود المحترف لبرنامجه المعتاد (السهر والفوضوية) ويعود الحال كما كان عليه وكأنك يابوزيد ماغزيت!

مقالة للكاتب احمد المصيبيح عن جريدة الرياض

9