هلال لـ”سكولاري”: هل نسيت أنك تدرب البرازيل؟

تعاطفت كثيرا مع مدرب منتخب البرازيل سكولاري عندما لم يستدع الثلاثي (رونالدينهو وكاكا وروبينو) لتشكيل المنتخب لأني اعتقد ان المرحلة الحالية ليست مرحلتهم وان الموجودين بالمنتخب فنيا افضل منهم وبمراحل.

 وعندما شاهدت اداء البرازيل في مبارياتها الأربع وهي تفتقد الحلول وتقف عاجزة عن فعل شيء وتنتظر فقط فزعة (نيمار) قلت في نفسي ليت سكولاري ضمهم للمنتخب لأن اداء الموجودين ليسوا بأفضل منهم.

 فازت البرازيل على تشيلي وكان الحظ وحده هو من وقف معها وكانوا قريبين جدا من خروج مأساوي وكارثي وعبورها لهذا الدور لا يعني الاستمرار وهي بهذا الأداء الهزيل والمتواضع.

 ربما ان فوز البرازيل بكأس القارات على حساب اسبانيا خدع المدرب سكولاري وخدعنا جميعا وشعرنا وقتها ان السحر البرازيلي بدأ يعود ولكن ما شاهدناه بكأس العالم يثبت لنا ان بطولة القارات ليست مقياسا حقيقيا لأداء البرازيل.

 سكولاري استمر على نفس نهج بطولة القارات بالاعتماد على نفس الأسماء ولم يوجد بدائل ولا اعرف هل نسي ان كأس العالم ومبارياتها وبالأخص الحاسمة بحاجة لتعامل مختلف وحلول اخرى فدفع ثمن ذلك كثيرا بالمستوى الذي يقدمه البرازيل.

 كنت اتصور ان البرازيل كعادتها تبدأ البطولة تدريجيا بالمستوى وان ما قدمته في دوري المجموعات لا يعكس مستواها واننا سنشاهد برازيل اخرى تقدم لنا سحرا كرويا كبيرا امام تشيلي وللأسف قدمت لنا واحدة من اسوأ مبارياتها خلال السنوات الأخيرة واصبحنا نسأل انفسنا هل ما نشاهدها هي بالفعل البرازيل؟.

 لا نختلف ان سكولاري مدرب كبير ولكن لو تكلمنا بواقعية نقول انه حتى الآن لم يوجد توليفة مناسبة وظهر المنتخب البرازيلي في كل المباريات خائفا ومتخفظا وتائها بالملعب وبدون اي شخصية.

 ولأول مرة في التاريخ اشاهد المنتخب البرازيلي يعاني من نقص كبير في الحلول الفردية فمن يصدق ان البرازيل بكامل عظمتها وهم ملوك المتعة والسحر لا يوجد بها لاعب يستطيع ان يراوغ بالملعب سوى (نيمار) والبقية وكأنهم لاعبون اشبه بالعاديين، هل افلست البرازيل من المواهب؟.

 ولا تزال البرازيل تفتقد المهاجم الهداف الذي يستطيع تغيير مجرى المباراة من خلال تسجيل هدف من انصاف الفرص فليس (فريد وجو) يا سكولاري في مستوى تطلعات وطموحات البرازيليين.

 بإمكان سكولاري ان يمنح حرية اكثر (لنيمار) للعب كلاعب حر ومهاجم وهمي ويستفيد من امكانيات (وليان) بالطرف (وراميريس) بالوسط (ومايكون) بالظهير الأيسر فلا ادري كيف لم ينتبه لنقطة الضعف بالجهة اليسرى بوجود (مارسيلو).

 الخطأ الذي ارتكبه سكولاري انه صور تشيلي انه منتخب لا يقهر ونسى انه يدرب البرازيل واستغرب عندما قال: افضل اي فريق اخر غير تشيلي لأن من الصعب اللعب ضد هذا الفريق المنظم كما ان طريقة لعبه لا تناسب طريقتنا انهم اذكياء ولديهم فريق جيد.

أخيرا…
من يدرب البرازيل يا سكولاري لا يخشى تشيلي وغيره واذا كان كذلك ماذا ستعمل امام (كولمبيا) في المباراة القادمة؟ ولو واجهت الأرجنتين او المانيا او فرنسا او هولندا كيف سيكون تصريحك؟!

مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم

9