النويصر يكتب: كأس العالم ورُفقاء «داعش»..!

المتابع العادي للمشهد العالمي الذي بالطبع ينسحب على المشهد العربي يلحظ وجود اُطروحتين فقط يدور في فلكهما الجميع سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، أم في الإعلام التقليدي بل حتى في المجالس.

النقاش في الموضوع الأول يتمحور حول أحداث العراق والجلبة السياسية. فقد تشابه البقر على الجميع وأصبحنا لا نعلم من الذي يحارب ومن هما طرفا النزاع.

ولا غرابة في ذلك، إذ تأخر فهم «السي آي أي» الأميركية للمشهد والأجهزة الاستخباراتية للدول الكبرى، فما بالك بتفسيرات أبوصالح وأم محمد البعيدين عن الحدث قالباً وليس قلباً.

«داعش» والعشائر ورجل صدام حسين الثاني عزة الدوري والمالكي والسيستاتي بل حتى أبوعدي أضحى حياً، جميعهم يستدعيهم النقاش كلما جاءت الموصل وبغداد في سياق.

وما بين الدعوة إلى نفير المساكين وهرب أصحاب العمائم لطهران ولندن، نفرت أنظار البقية الباقية إلى ريو دي جانيرو وأخواتها للاستمتاع باللعبة الشعبية الأولى في العالم كرة القدم وكأس العالم.

فمن الممكن أن نشاهد مواجهة للولايات المتحدة الأميركية مع إيران كما حدث في نسخة ١٩٩٨ عندما اشترى «مجاهدو خلق» ٧ آلاف تذكرة لإفساد المواجهة ولم يتمكنوا.

وستتعانق حضارتا اليونان واليابان في المجموعة الثالثة، وسيتواجه رجال هتلر مع أبناء لشبونة وهما الضدان في الحرب العالمية الأولى، وسيتبادل كريستيانو رونالدو قميصه مع قائد الألمان فيليب لام بعد نهاية المواجهة، واستبدلت البوسنة القنابل اليدوية بكرة «أديداس» بقيادة نجم المان سيتي ايدين دزيكو.

كل تلك التناقضات تجعلنا نؤمن يوماً بعد يوم بأن كرة القدم هي رسالة سلام بين الشعوب، وأن الاتحاد الدولي (فيفا) يمثل إمبراطورية لا تقل في شأنها عن مجلس الأمن أو حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكعادتنا نحن العرب لا نُجيد صناعة الأحداث بل نكتفي بإظهار ردود الفعل، سنتغنى بمشاركة آمل ألا تكون محتشمة للجزائر وستأتي طائرات «الإف ٣٥» الأميركية لتقصف ما تبقى من كلام النهار، وغداً سننام الليل وكأن شيئاً لم يكن..!

مقالة للكاتب نايف النويصر عن جريدة الحياة

14