الشيخ يسأل: لماذا يفشل الأهلي؟!

تحت عنوان: “استفهامات في الأهلي” كتب الزميل بتال القوس مقالاً حاول من خلاله تفكيك العقد التي تحول دون نجاح فريق كرة القدم بالنادي الأهلي في وضع قدميه بثبات على مضمار السباق على الفوز بالبطولات المحلية والدولية أسوة بالهلال والاتحاد والشباب والنصر مؤخراً، ونقل ثلاثة آراء في ذلك؛ الأول للاعب عربي، والثاني للاعب برازيلي، وكلاهما سبق لهما ارتداء القميص الأخضر، ورأي ثالث لمشجع عاشق للنادي الجداوي؛ وذلك بغية استقراء الواقع الأهلاوي.

الآراء الثلاثة تفاوتت ما بين من يرى السبب في استهتار اللاعب الأهلاوي بقيمة النادي الذي يمثله بسبب حالة الرفاهية والدلال التي يعيشونها، وبين من يقصرها على غياب الطموح لدى الفريق لوجود لاعبين انهزاميين، وبين من يعتقد أن السبب يتركز في غياب اللاعب الملهم الذي يستنهض الهمة في اللاعبين، ويشعل الحماس في نفوسهم.

شخصياً تصورت تحقق الأمور الثلاثة في الفريق الحالي الذي يتواجد جل لاعبيه في الفريق منذ نحو ثلاثة مواسم على الأقل ، وهو أن ترفع الإدارة عن اللاعبين أصابع الدلال الحانية، وأن تستبدل اللاعبين الانهزاميين بغيرهم كما تفعل في كل موسم حيث غادر لاعبون لهم ثقلهم، وأن تبحث لها عن لاعب ملهم كحسين عبدالغني “قائد الفريق السابق”، ومحمد نور مثلاً، وحاولت بعد هذا التصور أن أرسم في مخيلتي ملامح فريق بطل حقيقي لا يغادر منصات الذهب، ويستطيع أن يكسر الحواجز التي غيبته عن بطولة الدوري ثلاثة عقود ففشلت؛ أما السبب فلأن الواقع – ببساطة شديدة – أكبر من ذلك.

الواقع يقول إن تشكيلة الأهلي التي تضم اليوم بين صفوفها سبعة لاعبين في المنتخب الأول، ومثلهم في العدد في آخر تشكيلة للمنتخب الأولمبي لا يتواجد فيها لاعبون بمواصفات “سوبر ستار”؛ بما يمثلون من قيمة فنية وإعلامية وجماهيرية سوى تيسير الجاسم، ويبتعد عنه بمسافة أسامة هوساوي ومصطفى بصاص، وما عداهم فلاعبون مكملون لا أكثر؛ بما يمتلكون من مهارات جيدة ولكنها ليس فذة بالقدر الذي تصنع فريقاً قوياً ومهاباً أسوة بالهلال والنصر وكذلك الشباب، وقبلهم الاتحاد قبل موجة التجديد.

تلك الفرق الثلاثة تمتلك كل مقومات الفريق البطل الفعلي، فالهلال والشباب ومعهم الاتحاد ظلوا يقبضون على البطولات بما فيها بطولة الدوري وهي البطولة الكبرى والمعيار الأول للفريق النخبوي، ويتبادلونها في العقدين الماضيين كونهم امتلكوا النجوم سواء من اللاعبين أصحاب الخبرة أو المواهب الناشئة؛ إن في القائمة الأساسية أو في القائمة الاحتياطية، في وقت كان يفتقد ذلك الأهلي والنصر؛ إلا من مشاركة خجلى من الأول وغياب تام من الأخير.

وفي وقت عالجت إدارة النصر هذه المشكلة المستفحلة لنحو عقدين بوصفة سهلة وناجعة كفكرة، وإن كانت مكلفة في فاتورتها المالية، وذلك عبر قيامها بحملة استقطابات نوعية بنت من خلالها فريقا قويا ومحكما بقائمتين أساسية واحتياطية نجح من خلالها في فك تلك القبضة الحديدية في الموسم المنصرم ببطولتي الدوري وكأس ولي العهد عجز عن ذلك الفريق الأهلاوي، والسبب لكون الأهلي لا زال ومنذ سنوات يجتر في كل موسم مشكلتين رئيسيتين، هما الفريق البديل، واللاعبون الأجانب.

هذا الحال يؤكده موسم 2011 حينما ضرب الأهلي بقوة بتحقيق كأس الملك وبوصافة الدوري والأقوى وصوله لنهائي دوري أبطال آسيا، وحينما نقلّب السبب نقف على حقيقة واحدة وهي أن الأهلي كان يملك يومها فريقين قويين يدعمهما رباعي أجنبي بوجود فيكتور سيموس، وكماتشو، وعماد الحوسني.

مقالة للكاتب محمد الشيخ عن جريدة الرياض

9