العيسى: اهزمني يا رئيس الهلال!

«لن أسمح لأحد بالتجول في عقلي بأقدام متسخة»… غاندي
عام 1999 خسر الهلال لقب البطولة الآسيوية بعد أن هزمه العين الإماراتي، وعلى رغم أن الهلال لم يخلع حينها تاج سيادة القارة فإن الغضب أشعل المدرج الأزرق، فما كان من الرئيس الهلالي في ذلك الوقت الأمير بندر بن محمد إلا أن وجه دعوة إلى الإعلاميين وعدد ضخم من الجماهير وحاورهم على الملأ، فتقبل نقداً قاسياً لعمله على رغم كل نجاحاته.
أعتقد أن خطوة كتلك تحتاج إلى رجل مقتنع بقيمة عمله وصدقيته قبل الإقدام عليها، وهو ما تأكد بعد أن عاد بندر بن محمد ليحقق اللقب للهلال في الموسم التالي مباشرة، ليثبت قيمة الصراحة والوضوح وقبل ذلك العمل.
بعيداً من الماضي ها هو الهلال ينهي واحداً من أسوأ مواسمه ليخرج خالي الوفاض، وبعكس الرئيس الذهبي يعود الرئيس الحالي لتكرار تجربة كل عام ويحصر حديثه السنوي في إعلامي واحد، ما يضمن كالمعتاد أن يتلقى الأسئلة على طريقة الكرات الثابتة لحسنته الوحيدة تياغو نيفيز، فيركن بذلك إلى اتجاه كل أجوبته مباشرة نحو المرمى، بتقنية «واحد يثبت والثاني يشوت»، وعبر أوراق تملأ المكان وكأن السماء أمطرت بها.
من هنا أتحدى رئيس الهلال أن يقدم على ما أقدم عليه الأمير بندر بن محمد، بل أتحداه أن يقدم على أقل من ذلك وأن يحاور ولو عدداً يسيراً من إعلاميي الهلال الذين عارضوه، ولكي تكون الأمور واضحة فأنا أعني أولئك الذين ألغى متابعتهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لمجرد أنهم قالوا ما لم يرق لهواه… أو ما خالف عادة «التطبيل» له، صالح الحمادي أو أحمد الفهيد مثلاً.
أتحدى رئيس الهلال أن يشرح الأسباب التي حصنته من نقد إعلامي فتح النار على نائبه ومدربه وعلى عضو مجلس إدارته حسن الناقور من دون أن ينتقده ولو مرة على رغم كل الفشل!
أتحدى رئيس الهلال أن يشرح الأسباب التي حولت ناديه من «وحش» الانتدابات المحلية والخارجية، حين أخرج الكل من سباقات الهويدي وبشار والدعيع، إلى حمل وديع ينقله الخصوم إلى حيث شاؤوا ويضربونه متى أرادوا، قبل أن ينتدب الفاشلين فقط لينقلهم في الموسم التالي إلى ناد أصغر!
أتحدى رئيس الهلال أن يشرح أسباب عزلة الشرفيين وانقسامهم في عهده كما لم يحدث مع غيره.
عام 2011 خرج حامل لقب الدوري والكأس السعوديين، الهلال، من الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا أمام ذوب أهن الإيراني، حينها خرج الرئيس الحالي للهلال ليتحمل المسؤولية ويعلن الاستقالة التي تراجع عنها لاحقاً بناء على مطالب جماهيرية.
اليوم أتحدى الرئيس نفسه أن يكرر تلك الخطوة ثانية، أتحدى رئيس الهلال أن يعلن استقالته، ذلك أنه فعلها في المرة الأولى متيقناً من أن العمل الذي قدمه في تلك الفترة سيشفع له ليعود وأنه سيجد الباب الجماهيري مفتوحاً، أما الآن وهو رسم الفشل دروساً لكل باحث عنه، وبعد أن بات يسمع صرخات الجماهير المطالبة برحيله تملأ الأماكن من حوله فلن يعود إلى ما أقدم عليه سابقاً، فالأفراح المعقبة لقرار كهذا أثقل من أن تحتمل.

مقالة للكاتب عادل العيسى عن جريدة الحياة

10