الاختلاف في الرأي يفسد قضايا الود!

لماذا نكتب إذا كُنّا ندور في الدائرة نفسها؟! لماذا نطرح آرائنا إذا كُنّا لا نتوقّع أن يختلف معها أحد ؟! تأمّل فلعلّ في اختلافنا رحمة !

إن من ينظر إلى واقع الأقلام الرياضية يجدها قد قسّمت نفسها إلى جبهات وأعدّت العدّة وجيّشت الحروف والكلمات حاملةً لواءً كُتبت عليه عبارةٌ تعود لعصر ما قبل الجاهلية ” إن لم تكن معي .. فأنت ضدّي ” معلنةً الحرب على كل متسكّعٍ قرب آرائها التي باتت تعتبرها مسلّماتٍ لا يجوز تغيرها أو المساس بها!

لست أفترضُ عالماً افلاطونيّاً تصافح فيه أقلامنا بعضها البعض نتبادل العتب تارةً ، والثناء تارةً أخرى ، فقلمي ليس مسالماً إلى هذا الحد ، وأعلم جيداً أنه سوف يكون أول من يخرق قانون المدينة الفاضلة!

في الحقيقة أن الاختلاف ظاهرةٌ صحّية ، بل وأن الخلاف أيضاً صحّيٌ كذلك طالما أنه يُبقي قلمه بعيداً عن ” شخصنة الخلاف ” بتحويله من مناظرةٍ إعلامية قد تختلف فيها وجهات النظر في ضفّةٍ ما ، وقد تلتقي معاً في ضفّةٍ أخرى ، إلى تراشُقٍ بالكلمات وتشابكٍ بالأقلام !

دعني اختلف معك ، و امنح نفسك فرصةً للحوار معي ، وتمادى إن شئت ليكون نقاشاً ، وسوف أمنحك -أنا- فرصةً لتغيير مسار قلمي شريطة أن تُقنعني بوجهة نظرك ، وإن لم ينتهي الأمر على نحوٍ كنت ترجوه ، فابتسم أنت لم تخسر شيئاً بل على العكس أنت حظيت بفرصتيت لتوصل فكرتك الأمر الذي يعتبر إنجازاً قياساً على واقع صحافتنا ، الأمر المدهش أن هذه الفرص لا محدودة ، إذ أنه يحق لك الاستفادة منها مراراً وتكراراً .

للأسف ، واقع صحافتنا الرياضية بات يقول : أن الاختلاف في الرأي يُفسد قضايا الود ، و أن كل من أمسك قلماً أصبح يشعر بأنهُ محور اهتمام العالم ، فهذا يقصده ، وهذا يعنيه ، وهذا كتب ليغيظه ! دون أن يفكر ولو للحظة أنه ربما لم يخطر على بال أحد !

اختلافي معك في الرأي ليس بالضرورة خلافاً ، وليس مطلوباً منك أن تعترف بما أكتبه ، كما وأنني لست أكتب لأرضيك إنما أنا أرضي ضمير قلمي ، لكن عليك أن تعلم أن للقلم حرمته فسبحان القائل في كتابه العزيز ( ن والقلم وما يسطرون ) ، فلا ترتكب خطأ التعدي عليه ، فقد تجد نفسك في مأزقٍ حقيقي لن ينقذك منه أحد !عبير الشلال

Twitter: @i3bir1

9