الفالح يتساءل: من هو المدلل لاتحاد الكرة.. الهلال أم النصر؟

الهلاليون يرون أن اتحاد الكرة يجامل النصر، والنصراويون يؤكدون أنه يدلل الهلال، والاتحاد الكروي حائر بينهما.
وإذا حضر الكبار، حار الاتحاد!
لا تنسوا أن الأهلاويين اتهموا الاتحاد بلجنة انضباطه بمجاملة الهلال عقب معاقبة النادي؛ لأن جمهوره أطلق عبارات عنصرية على الاتحاديين، وقالوا إن الاتحاد لم يعامل الهلال بالمثل وهو الذي أطلقت جماهيره عبارات عنصرية على الاتحاديين أيضا.
لو قلت إن اتحاد الكرة لا يجامل النصر لضحك الهلاليون كثيرا، ولو كررت أن الاتحاد لا يدلل الهلال لاستلقى النصراويون على ظهورهم من الضحك.
السؤال هو: من هو النادي الذي يجامله الاتحاد؟ وهل
لا بد للاتحاد أن يكون له ناد يضعه في «قائمة المجاملة».
في رأيي ان الميول تلعب أدوارا مهمة في تحديد المدللين، حيث تشتعل كتابات وأفواه الإعلاميين الذين ينتمون لناد معين إذا مست نيران الاتحاد ثياب النادي المفضل.
# المطالبة باستقالة نواف بن فيصل لغة هلالية متعصبة
الإعلاميون الهلاليون «الواضحون» لا يترددون في انتقاد اتحاد الكرة إذا رأوا -وحسب اعتقادهم- أن أحد قراراته يلعب لصالح النصر، حتى لو لم يكن الهلال طرفا في القضية كما حدث في قرار نقل مباراة التعاون والنصر إلى الرياض، وقد وصل الحد بهم إلى المطالبة باستقالة رئيس اتحاد الكرة، وحتى سمو الرئيس العام لرعاية الشباب مع أنه لا دخل له في الموضوع!
والمطالبة باستقالة الأمير نواف بن فيصل لغة هلالية تكررت أكثر من مرة لأسباب بسيطة جداً وليس لها دخل أيضاً في طبيعة عمل الأمير، وبذلك هي لا تستدعي طلب الاستقالة. كل هذا بسبب الميول والتعصب.
ويفقد هؤلاء المصداقية والمنطقية أمام الكثيرين بهذه المطالبة؛ لأن السبب نابع من الميول والتعصب، فلو طالبوا باستقالة الأمير نواف لأسباب تتعلق بقرار أثر بشكل واضح على الشباب السعودي، لكانت المطالبات منطقية، أما لأنها تأتي لمجرد نقل مباراة من اتحاد لا علاقة للأمير به، فهذا ما يجنح بها خارج دائرة المنطق.
الأمير نواف هو الذي أقال نفسه من اتحاد الكرة عندما رأى منطقية ذلك، وكان أول وزير سعودي بل عربي يستقيل لأنه رأى أن ما قدمه لم يحالفه التوفيق، والغريب أن التعصب أسقط هؤلاء في «غياهب» الصمت أمام هذا القرار، ولو كان صادرا من مسؤول في ناديهم لنشروا له المعلقات وكتبوا له صنوف المدائح.
بصراحة.. بعض الهلاليين يطالبون بالاستقالة لمجرد أنهم يرون أن نواف بن فيصل نصراوي، وهم يسعون وراء شهرة سريعة ويرفعون شعار (يعني اني قوي) أي لكي يقال عنهم أنهم أقوياء لتحديهم الأمير في زمن الحرية والانفتاح الإعلامي، وهذه قمة الضعف الفكري واستغلال سيئ جدا للحرية المتاحة، ولصمت سمو الأمير وعدم دخوله في مهاترات غير منطقية وسموه عن الطرح غير الواقعي والعقليات المتأخرة.
اتركوا التعصب واتبعوا الحياد، ليس في المباريات فقط بل في المطالبات أيضا.
والأهم: انضجوا فكريا.
# نهاية
ما أدهى جرحك
يذكرني بجرمك
ويزورني حتى
حلمي وحلمك

مقالة للكاتب عبدالكريم الفالح في جريدة اليوم

17