سمير يسأل: لاعبو الأندية لماذا يعشقون الحواري؟

الراحة التي يأخذها اللاعب بعد الموسم تساعد على تحسين استجابة الجسم للمثيرات الخارجية وهي عامل أساسي وهام في تنمية القدرات الحركية والمهارية وإبعاد اللاعبين عن الأصابات

ظاهرة غريبة نلاحظها عند انتهاء الموسم الرياضي، وهي وجود عدد كبير من لاعبي الأندية يلعبون في فرق الحواري غير مبالين بشيء، ومن هنا نسأل ونقول: ماهو السبب الذي يدفعهم للعب في الحواري؟

 صحيح أن أغلبهم ذهب للنادي عن طريق الحواري، ولكن هذا ليس معناه أن يعود اللاعب للخلف وهو المطالب بأن يتقدم للأمام ويفكر في مستقبله جيدًا.

 فكرت كثيرًا في هذا الأمر، وأنا أشاهد العديد من اللاعبين ينتشرون في ملاعب الحواري ضاربين بالأنظمه عرض الحائط، وغير مهتمين بنوعية الضرر الذي من الممكن أن يصابوا به بعد موسم طويل وشاق.

 أحيانًا أقول: إنها فئة قليلة من اللاعبين، وأعذرهم لأنهم لايعرفون مصلحة أنفسهم وتفكيرهم محدود، ولكن للأسف الوضع بازدياد أكثر من السابق.

 المشكله أن أغلبهم محترفون في أنديتهم، وإذا كانت هذه نوعية اللاعبين المحترفين لدينا بالأنديه ماذا نتأمل منهم مستقبلًا؟ هل سنشاهدهم نجومًا كبارًا؟ بالطبع لا، ولكن يمكن نجومًا بالحواري.

 حاولت في أكثر من مرة أن أجد تفسيرًا لهذه الظاهرة، وللأسف لم أكتشف شيئًا معينًا، ولكن خرجت بنتيجة أن لاعبي الأندية الذين تشاهدونهم بالحواري، هم لاعبون يملكون عقولًا صغيرة.

 هؤلاء اللاعبين احفظوهم جيدًا، وتذكروا كلامي من المستحيل يومًا (ما) أن تشاهدوهم يتطورون في مستوياتهم؛ لأن من يملك هذه العقلية يتأخر ولا يتقدم.

 طبعًا لاعبو الأندية بالحواري أصناف غريبة، فمنهم من يلعب لمحاولة لفت الانتباه له ليقول عنه الناس: إنه لاعب النادي الفلاني، وهذا بالنسبه له شي كبير.. هذه نوعية.

 ونوعيه أخرى، يتم الاستعانة بها لتحقق لهم الفوز في مباراة قوية، أو في دوري، وتجد هذا اللاعب يتمخطر بالملعب مثل الطاووس، ودائمًا لايعجبه شيء، والجميع بنظره لايفهمون شيئًا.

 ونوعية أخرى، هذا حكاية أخرى لا يلعب بالحواري إلا بمبلغ مادي (500) ريال أو (1000) ريال، ويلعب المباريات الحاسمة (وعلى الواقف) الأهم أنه استلم المبلغ قبل المباراه.

 وهناك من لاعبي الأندية من يجدون إلحاحًا من زملائهم بفريقهم السابق للعب معهم، إن اعتذر قالوا عنه مغرور ومتكبر، عندما ذهب للنادي… فيلعب لإرضاء زملائه ويقتل نفسه.

 وهناك لاعب مطلب بالحواري، فتجد أكثر من فريق يطلبه للعب معه في دوري (ما)، هذا طبعًا نجم شباك للحواري، ويطلب مهلة للتفكير لأن أكثر من فريق يريده، وهو في ناديه للأسف احتياط أو لاعب عادي.

 أما النوع الأقوى من وجهة نظري الشخصية، فهناك لاعبون (لعب الحواري يمشي في دمه) مدمن، فهو من الممكن أن يلعب مع ناديه مباراة، وغدًا يلعب مباراة في ملعب تستحي أن تشاهده.

 أما الصنف الأخير فهو يتحجج بأنه يلعب لأنه يعاني من الملل، ولديه وقت فراغ كبير، ولهذا هو يتسلى مع الشباب وفي النادي يردد خلاص تعبنا من الموسم.

 فتره الراحه السلبية بعد الموسم مهمة جدًا، وهي لتفعيل وتنشيط وتعويض وإعادة بناء الجسم لعودته لوضعه الطبيعي وقدرته على العمل مرة أخرى، وأيضآ إبعاد اللاعبين عن الأصابات.

 إذا كان اللاعبون بعد موسم طويل، ومتعب هم بحاجة للراحة، ونجدهم ينتشرون في الحواري بكل قوة، فماذا ينتظر منهم مدربيهم في بداية الموسم؟ ولهذا تجد أغلبهم في فترة الإعداد لا يتحمل الجهد الكبير لأنه لم يرح جسمه.

أخيرًا …

عندما تشاهدون لاعب ناد يلعب بالحواري تذكروا المثل الذي يقول: (هذا سيفوه وهذي خلاجينه).

مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم

11