الفرج يكتب عن كارينيو ومستقبل النصر

منحت إدارة النصر لاعبيها إجازة تمتد لشهرين قبل العودة لانطلاق برنامج الإعداد للموسم الجديد، وهي أجمل إجازة يعيشها النصراويون منذ تسعة عشر عاما، ولا يضاهيها سوى تلك التي حدثت العام 1401ه حين جمع لقب الدوري الممتاز بكأس الملك وأعقبتها احتفالات تاريخية.

نجح مسيرو النادي (الأصفر) في مهمة إعادة فريقهم على هرم الأندية السعودية بطلا لدوري عبداللطيف جميل عن جدارة واستحقاق بأرقام قياسية كانت مثار إعجاب، وعززوا ذلك بإحراز كأس ولي العهد من أمام المنافس التقليدي، وإذا كان بناء فريق قوي منافس يعيد الأمجاد خلال خمس سنوات أمرا صعبا في ظل المنافسة المحتدمة، والأموال الطائلة التي ينفقها المنافسون معززين باستثمارات شركات الرعاية؛ إلا أن المحافظة على هذا التفوق والبقاء في دائرة الضوء والتواجد في منصات التتويج هو الأكثر صعوبة، ومن كبرى الإيجابيات التي تساعد على استمرار النصر في حضوره اللافت الاستقرار الإداري بإعلان الأمير فيصل بن تركي ترشحه لفترة رئاسية جديدة تمتد لأربع سنوات، وكذلك استقرار خارطة الفريق بعد التجديد لمعظم النجوم لسنوات، ويمثل وضع الجهاز الفني واللاعبين الأجانب أهم الملفات التي ستشغل بال الإدارة النصراوية، وبعد رحيل المدرب الكبير كارينيو بات البحث عن مدرب كفؤ يحافظ على المكتسبات ويكمل المسيرة أمرا مهما، وتعزيز الصفوف بلاعبين أجانب يصنعون الفارق؛ خصوصا وأن الموسم المقبل سيشهد عودة (العالمي) لتمثيل الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا، وإذا كان رحيل الأورجواني خسارة لا يمكن تجاهلها؛ فإن تجيير ما تحقق له وحده يمثل تقليلا من شأن اللاعبين الذين استقطبتهم الإدارة فعززت بهم الصفوف، وحافظت على توازن الفريق وكانوا في الموعد، خاضوا مواجهات الموسم بقتالية فحققوا طموحات جماهيرهم الكبيرة.

أما اللاعبون الأجانب فالنصر رغم إحرازه الدوري وكأس ولي العهد فقد كان أقل الأندية استفادة منهم، ولو لم يكن للاعب المواطن حضور لافت لما تحققت البطولات، وهو ما يجب أن تتلافاه الإدارة الناجحة في فترتها الجديدة، سقف الطموح بات عاليا اليوم، فإذا كان النصراويون فيما مضى يبحثون عن لقب دون تحديد مسماه؛ فهم اليوم أبطال الدوري والكأس، وطموحات موسم 2014 2015 ستكون عالية جدا بالمطالبة بلقب دوري أبطال آسيا، ومن تربع على قمة الكرة السعودية فنيا ونتائجيا فهو الأفضل خليجيا ومن شأنه المنافسة بقوة على اللقب القاري متى توافر الجهاز الفني ذو الكفاءة العالية، والأجانب الذي يصنعون الفارق

خلال ال20 سنة الماضية أشرف على النصر عدد كبير من المدربين، ومن مدارس مختلفة، منهم أسماء لا يمكن الاختلاف على تفوقها؛ غير أن الأدوات التي كانت ترتدي الشعار متواضعة، أما نصر اليوم فهو يضم خيرة نجوم الكرة في البلاد، ولن يجد أي مدرب مميز صعوبة في استثمارها وتوظيفها للحفاظ على المكتسبات المحلية أولا، ثم تحقيق حضور في دوري أبطال آسيا.

مقالة للكاتب عبداله الفرج عن جريدة الرياض

9