ثم ماذا بعد أن هوى العملاق

اخيراً واخيراً جداً ترنح البطل وتجندل الفارس وهوى العملاق فارس الدهناء الى دوري المفقودين ولم  تجدي دعوات الامهات وتباريك الاباء وامنيات المخلصين في انقاذ الفارس من المصير المظلم الذي قاده إليه ابنائه ووصلوا به إلى هذا المنحدر الخطير الذي القى به في دوري الظل بعد رحلة طويلة في دوري الاضواء استمرت لاكثر من 37 عاما حقق من خلالها فارس الدهناء العديد من الانجازات على الصعيدين المحلي والخارجي ووضع اسمه في لوحة الشرف الأولى كأول فريق سعودي يحقق البطولات الخارجية على المستويين العربي والخليجي وهو انجاز رائع بكل المقاييس سجله التاريخ بأحرف من نور في سجلاته كان ولا يزال محفورا في ذاكرة كل الرياضيين على اختلاف مشاربهم والوانهم وزاد عليه بتحقيق بطولة الدوري بدون خسارة وبتعادل واحد إن لم تخني الذاكرة وذاك كان حدث غير مسبوق لم يعادله به الا فريق الهلال مؤخرا قبل ثلاثة مواسم او اكثر وفريق هذا حاله من الظلم ان يتدحرج الى دوري المظاليم ويصبح نسيا منسيا لان العودة من دوري ركاء المحفوف بالمخاطر الى دوري الاضواء تحتاج الى صبر طويل ونفس ليس بالقصير ودونكم اندية الطائي فارس الشمال صائد الكبار وفريق النجمة فارس عنيزة  والحزم جوهرة الرس والرياض مدرسة الوسطى التي اغلقت ابوابها منذ زمن طويل ولاعبيها غير قادرين على العودة الى دوري الاضواء وغيرهم الكثير من الاندية العريقة التي هبطت الى دوري الظل وفشلت في العودة الى دوري الاضواء حيث ظلت ولعدة سنوات تبحث عن ذاتها المفقودة بلا جدوى وهو المصير الذي نخشي على فارس الدهناء منه وهو فريق عريق له اسمه ومكانته ومن هنا حري بنا ان نقول لاهلنا الاتفاقيين ان البكاء على اللبن المسكوب لن يعيد فارس الدهناء الى دائرة الضوء والاضواء وكذلك فأن القاء الاتهامات هنا وهناك ووضع كل البيض في سلة الادارة والمطالبة برحيلها لن يكون هو الحل لاسيما والجميع شاهد الفريق يلعب معظم مبارياته وبخاصة المباريات الحساسة الثلاثة الاخيرة امام الفتح والفيصلي والاهلي بلا روح وبلا غيرة على الشعار وكان جميع اللاعبين بلا استثناء يجرجرون ارجلهم من فرط الاعياء وكانهم مجبرين على حمل الشعار الغالي دون ان يقدموا العطاء الذي يجعلهم قادرين على حصد نقطة واحدة من تسع نقاط كانت كفيلة بتحقيق امل البقاء ولكن شيئا من ذلك لم يحدث فكيف لهذه الجماهير ان تلقي باللائمة على مجلس الادارة ورئيسه الدوسري بصفة خاصة وتترك المتسبب الرئيسي في عملية الهبوط فالادارة استجلبت افضل المدربين وعملت على استبدالهم كلما استاءت نتائج الفريق عسى ولعلى ودعمت الفريق ببعض اللاعبين الاجانب وهيئت كل سبل الراحة للاعبين ولكن النتيجة في النهاية صفر كبير على الشمال فماهو ذنب الادارة وهل يمكن للرئيس واعضاء ادارته ان يرتدوا شعار الفريق ليلعبوا بدلا من اللاعبين بالطبع لا والف لا اذن فالمسئولية يتحملها اللاعبين واللاعبين وحدهم والادارة بريئة من دم الهبوط الذي لحق بالاتفاق لانها قد ادت دورها على اكمل وجه ولكن النهاية لم تكن سعيدة كما يشتهي رجالات فارس الدهناء فماهو المخرج من هذه الكارثة التي قرعت ابواب الاتفاق . المخرج ايها الاتفاقيون الاوفياء في الجلوس على مائدة مستديرة بعيدا عن التشنجات والحساسيات والضرب من تحت الحزام ومناقشة الازمة بصورة مستفيضة بقلب رجل واحد بعيدا عن التشنج والانفعالات لان هذا الطريق سيقود الاتفاق الى مزيد من الانكسارات وليعلم الجميع بان نشر الغسيل الاتفاقي على صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لن يزيد المشكلة الا لهيبا فليكن الحل في مؤتمر جامع يلتقي فيه كل اتفاقي غيور على مصلحة النادي والفريق لمناقشة المشكلة برمتها ووضع الحلول الناجعة لها واقولها صريحة بان ذهاب الرئيس الدوسري لن يكون هو الحل الجذري لمشاكل الاتفاق بل المهم والاكثر اهمية ان يناقش الاتفاقيين الازمة من جذورها ويعملوا على استيئصالها وقتلها بحثا حتى يعود الفارس الى موقعه بصورة مقنعة ليمارس دوره الريادي في تطوير الكرة السعودية وتغذية منتخباتها بالنجوم الافذاذ التي تعزز مسيرتها في حصد البطولات وتحقيق الانجازات .

فاصلة … أخيرة:
يخالجني شعور اكيد بان الخروج الحزين من دوري الاضواء والهبوط الى دوري المفقودين سيكون لقاح الفوز ببطولة كاس خادم الحرمين الشريفين لتكون بلسم شافي للجماهير الاتفاقية يعوضها مرارة الهبوط التي باتت كالعلقم في صدورها والبداية ستكون يوم غدا من امام الفيصلي في محافظة المجمعة.

12