مسلي يكتب عن أفضل مشجع نصراوي

في مقالة الأسبوع الماضي تطرقت إلى عودة نصر مبهر، وإلى العوامل التي أرى أنها وراء عودة هذا الفريق لتحقيق البطولات الكبرى، واليوم أعود للحديث عن نقاط التحول التي مر بها النادي الذي يمتاز على غيره بالجاذبية التي لا أحد يستطيع تفسيرها، فجاذبيته تتأصل أكثر فأكثر إذا مرض وترنح، ثم تعود إلى ألقها إذا ما عاد بطلاً في المقدم، وللشروع في تقديم عرض نقاط التحول علينا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء خمسة أعوام قبل أن يتولى الأمير فيصل بن تركي رئاسة النادي.

الأولى: توقيع عقد شراكة استراتيجية وارتفاع مداخيل النادي إلى ما يفوق الـ50 مليوناً، وهذا ما دفع بالنادي إلى تجاوز أكبر مشكلة كان يعاني منها طوال الأعوام الماضية، وهي المشكلة المادية، كما شجع كثيراً من محبي النادي على الالتفاف حوله ودعمه في ظل وجود مداخيل جيدة.

الثانية: إعلان الأمير فيصل بن عبدالرحمن والوليد بن بدر التنحي قبل انتهاء فترتهما القانونية لكي ينصب الأمير فيصل بن تركي رئيساً، والتقاء خمسة من أعضاء الشرف مع الأمير سلطان بن فهد لكي يصدر قراراً بتكليف كحيلان رئيساً. ونقطة التحول هذه لا تقل أهمية من التي سبقتها إذ إنها عززت مفهوم تدوير الرئاسة بين أشخاص عدة، وعدم قصر هذا الحق على أسماء محدودة، ليتم تقديم النصر على أنه ناد للجميع قولاً وفعلاً.

ثالثاً: الغربلة الإدارية التي حدثت في منتصف عام 2012، وإقناع العميد فهد المشيقح بتولي منصب النائب مع إعطاء مدرب الفريق صلاحيات أكبر بمعاونة جهاز الكرة، والتواصل المباشر مع رئيس النادي واقترابه من اللاعبين أكثر، ما ساعد في تحسن مستوى الصفقات، وإعطاء الفرصة للاعبين كادوا أن ينتهوا، من مثل شايع شراحيلي ومحمد السهلاوي، كما تم التعاقد مع محمد نور ويحيى الشهري على رغم أن الفكرة كانت مرفوضة قبل أربعة أعوام.

رابعا: التعاقد مع المدرب المقاتل كارينيو، هذا المدرب استطاع أن يوقد الحماسة داخل كل أفراد الفريق، وينتزع من كل لاعب كل ما لديه ليقدمه للنصر، وهذه العينة من المدربين هي التي يحتاج إليها لاعبونا، فاللاعب السعودي يبحث عن مدرب يفهمه لا إلى مدرب يعلمه، وهو ما نجح فيه كارينيو الذي استطاع أن يقفز بنتائج النصر من التأرجح إلى التميز بثبات.

خامساً: يحسب لرئيس النصر شجاعته في اتخاذ القرار، وقدرته على مواجهة الضغوط التي واجهته قبل عامين، واقترابه من اللاعبين والجمهور والإعلام، فهو يخاطبهم من القلب إلى القلب، فليس شرطاً أن يتغلب المنطق دائماً، لأن كرة القدم، لعبة إبداعية مرتبطة بالتجهيز النفسي والعطاء الذي ربما يتغير بين دقيقة وأخرى.

أخيراً أقول: وصفت منصور البلوي قبل 10 أعوام بأنه أفضل مشجع اتحادي، إذ كان يقود العميد بقلب العاشق أكثر من قيادته بعقلية الإداري، والآن أقول عن فيصل بن تركي إنه أفضل مشجع نصراوي هذا الموسم، إذ قاد الأصفر بقلبه فكان قلبه دليله، لكنني شخصياً أنتظر منه في الأعوام الأربعة المقبلة أن يصبح أفضل إداري رياضي، ليقود العالمي بعقله غالباً، وبقلبه متى تطلب الأمر ذلك!

مقالة للكاتب مسلي آل معمر عن جريدة الحياة

9