احترافية تؤدي للنجومية

بسام جميدةقبل أن يكمل العقدين من الزمن أثمرت التجربة الاحترافية السعودية دوري كروي ممتاز بمقاييس احترافية متقدمة جعلت كل أنظار القارة الصفراء تنظر إليه بعيون الإعجاب.

وجاء حفل الختام غير المسبوق ليزيد من بهاء المسابقة التي تطورت من عام إلى آخر، بفضل أسلوب التسويق والرعاية الناجحين، اللذين تمخضا عن تنظيم احترافي متميز شهدته مختلف ملاعب المملكة التي يحتاج بعضها إلى اللمسات الإصلاحية.

وبالعودة للمسيرة الاحترافية للكرة السعودية نجد أنها استفادت كثيرة ونضجت بقدر معقول جدا، حيث تم الاستفادة من تجربة الاستعانة بالنجوم الأجانب، وكذلك المدربين من مختلف المدارس الكروية، مما انعكس إيجابا على اللاعب المحلي الذي تطور مستواه من موسم إلى آخر، وبات يضاهي في نجوميته اللاعب الأجنبي، وهاهو لاعب محلي يتصدر قائمة الهدافين، ويحتل لاعبون آخرون مراتب متميزة في المراكز التي يشغلونها بفرقهم.

الاحترافية الكروية لم تأت من فراغ بل من عمل منهجي متواصل، يتوج بجهود لجان كثيرة في الاتحاد السعودي للعبة، عملت بدأب كبير للوصول إلى هذه المرحلة من التقانة في العمل على دوري بات من أقوى الدوريات الآسيوية وأجملها.

ولو قارنا هذه الاحترافية بمثيلاتها في الدول العربية والآسيوية لوجدنا البون شاسعاً، وأقول هذا الكلام ليس من باب المجاملة، فالكثير من تلك الدول التي اعتمدت الاحتراف منهجا، لم تعمل لأجله بشكل صحيح، وكان مجرد عمل ارتجالي وآني، وأطلق عليه البعض انحراف، واحتراف أعرج، لم يؤد الغرض المطلوب منه بتاتاً.

الاحتراف السعودي جعل الكثير من بعض اللاعبين محترفين بكل معنى الكلمة، وكان لدوي الصفقات العالية للاعبين أثرها الواضح على الأداء والتفرغ الحقيقي، مما استدعى التوصية من قبل وزارة الشؤون لتفعيل مهنة (اللاعب) بشكل جدي، دون عيب أو وجل من هذه التسمية.

وبالتأكيد لاننسى دور الإعلام الذي كان له الأثر الواضح في رفع مستوى الإثارة، من خلال إلقاء الضوء على مختلف جوانب اللعبة، التي باتت محط أنظار الجميع في كل مكان، مع تحفظي على بعضها التي لاتحاول الارتقاء بالخطاب الإعلامي بعيدا عن الصحافة الصفراء.

وحتى لانتهم بالمجاملة لأحد لابد من القول أن الاحتراف السعودي قطع بون شاسع في هذا المجال ولم يبلغ بعد حد المثالية والكمال في كل شيء وتنقصه بعض الأشياء المهمة منها مايتعلق بسلوك اللاعب الاحترافي..واستثمارات الأندية، ومردودها المادي، والتسويق الناجح، وغيرها، لذلك فهي تتطور، وتستفيد من تجارب الدول المتقدمة عبر التواصل معها وإيفاد الوفود وعقد اتفاقيات التعاون وابتعاث عدد من المهتمين لتأهيلهم لهذا الغرض.

وبنهاية هذه المسابقة التي كانت متميزة هذا الموسم بعودة النصر للبطولات، تستحق أن يطلق عليها دوري للمحترفين، تاركين بعض الرتوش لكي يقوم بمعالجتها أصحاب الحل والربط، لتكتمل اللوحة الاحترافية التي قادت إلى النجومية لكل من عمل فيها ولها.

بسام جميدة

إعلامي رياضي سوري

 

16