خلف الحربي يكتب: الدوري من تحت!

هبط نادي الاتفاق إلى دوري ركاء في مفاجأة محزنة وهبط معه جاره النهضة، أما ثالث أندية الشرقية الفتح حامل اللقب فهو لم يدافع عن لقبه بل بالكاد أنقذ نفسه من الهبوط، وإذا نظرنا من الزاوية المعاكسة نجد أندية المقدمة في الدوري (النصر، الهلال، الأهلي) اعتمدت في تفوقها على مجموعة من اللاعبين القادمين أصلا من المنطقة الشرقية مثل ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وتيسير الجاسم ويحيى الشهري وسعود كريري وياسر الشهراني وغيرهم، وهذا يعني أن لاعبي المنطقة الشرقية هم الأفضل ولكن أندية المنطقة هي الأسوأ.

**

عشق الكراسي في العالم العربي مشكلة مزمنة حتى لو كان الشخص لا يستفيد كثيرا من الكرسي، فالأستاذ عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق هو أقدم رئيس ناد في العالم.. لا حظوا في العالم.. ورغم ذلك يصعب عليه تقديم استقالته بعد هبوط فريق الاتفاق إلى دوري ركاء، يقول في عكاظ: إن المشكلة ليست في الهبوط لأن المسألة بضعة أشهر ويعود الاتفاق إلى الدوري الممتاز !!.. طبعا هو لا يتذكر ما الذي حدث لأندية مثل القادسية والرياض والوحدة والطائي بعد هبوطها من الدوري الممتاز أو أنه يريد أن يهون المصيبة على نفسه.

الأدهى والأمر قول الدوسري بأن ما حدث لفريقه كان نتيجة مؤامرة من ناديي الاتحاد والشباب لأن كل واحد منهما خاض جولته الأخيرة بالتشكيلة الاحتياطية، لم يتطرق أبدا إلى من وضع الاتفاق في هذا الموقف المحرج ومن باع اللاعبين المؤثرين دون أن يوفر البديل !

رئيس الاتفاق قال في تصريحه إنه لم يستفد شيئا من رئاسة الاتفاق وإن تعبه في النادي يؤثر عليه وعلى عائلته ورغم ذلك فهو لا يريد أن يستقيل!.. وهكذا يبدو أن الأمور تتجه في نادي الاتفاق لإجبار أقدم رئيس ناد في العالم على تقديم استقالته مادامت الاستقالة الطوعية مستحيلة في ديارنا!.

**

لم يحضر أي هلالي لاستلام جائزة الوصيف في يوم تتويج النصر ببطولة الدوري. إما لأنهم (زعلانين).. أو لأنهم يتفادون هتافات محتملة لجمهور النصر لحظة استلامهم الجائزة، وإما لأنهم يتعاملون مع هذه اللحظة باعتبارها ذروة النكد الإنساني.. الاحتمالات كثيرة ولكن الأكيد أننا أبعد ما نكون عن الاحترافية وتحكمنا دائما الانفعالات العاطفية.. وهذا أمر لا يخص الهلال وحده، بل يشمل الجميع من البطل إلى صاحب المركز الأخير!.

**

بمناسبة العواطف فرحت لبقاء نادي الشعلة في دوري جميل تعاطفا مع رئيسه الذي يعيش (دراما) يومية كي يضمن بقاء ناديه الصغير ضمن الأندية الكبيرة، فقد تكبد هذا الرئيس المكافح -كما يقول- ديونا شخصية من أجل الحفاظ على تماسك فريقه في مواجهة الكبار وكان الخطر الحقيقي الذي يهدد النادي ليس الهبوط بل استدعاء الرئيس من قبل الحقوق المدنية !

مقالة للكاتب خلف الحربي عن جريدة عكاظ

9