الموسى يكتب: النصر تأبط النصر

كان نادي النصر عالمياً في تاريخه بتبني تشريف القارة الآسيوية وتمثيلها دولياً، وها هو اليوم يعود لنفس المربع بثقة وجدارة مستحقتين

لم يكتف نادي النصر أو (العالمي) كما يحب أن يسميه عشاقه بالتحدي والإصرار على الصدارة طوال الموسم الحالي بل صنعها بطولة مميزة وقوية معتمداً على مخزونه التاريخي من ترسانة الفنيات وجدارة الإدارة وحماسة الجماهير العريضة التي لم تتوان عن حب النصر والاستمرار في تشجيعه طوال سنواته العجاف، فظلت الجماهير وفية للتاريخ وللنصر الذي لم يخذلها مبرهناً على عالميته وصدارته بتحقيق الحلم وصولاً إلى منصة التتويج اليوم برصيد كبير من نقاط التأهل والعروض الكروية المبهرة طوال الموسم والتي تبرهن على مستوى الكرة السعودية عموماً، النصر حضر متأبطاً النصر بكل معانيه ليرسم للكرة هنا عنوانا آخر، وهو ان الصمود والإصرار يصنعان النصر وفي حالة الاسم العريق “النصر” تتألق الحالة ويرسم المشهد نموذجا يحتذى به في صناعة الكرة ومقتضياتها، لقد تكاتفت منظومة النصر ما بين إدارة ولاعبين وفنيين للوصول إلى هذا المنجز الذي يسعد الجماهير العريضة.

جماهير الشمس) بلا شك بعد أن كانت تسوق اللوم تلو اللوم على الإدارة النصراوية وتطالبها بالرحيل والتحول لعدم تحقيقها انجازات تذكر، وقد شاهدنا حقيقة طول السنوات الماضية كم كان الجمهور حانقاً على تلك المرحلة ونتائجها؟ وكم كان الجمهور صبوراً على تحمل النتائج وتبريرات الإدارة؟ والآن نرى جمهور النصر يرفع “الكابات” أو “العقال” ويرسم أجمل اللوحات الفنية بحضوره الفعّال في المدرجات وعبر وسائل التواصل تقديراً لإدارة “كحيلان” ورضا بما قدمته وتقدمه لفريق كرة القدم الذي كافح ظروف نقص اللاعبين الأجانب لديه في وقت حرج جداً، وصنع الانجاز بشواهد لاعبيه الوطنيين، بل وقدم لوحات فنية رياضية مميزة جديرة بالرصد والتوثيق، أيضاً الجمهور يقدر للإدارة تعاطيها المثمر مع المرحلة ونجاح خططها التي رسمتها للوصول إلى الانجاز وفق مرحليات متتالية، فقد كانت كل مباراة تعد مرحلة مفصلية يتوقف عندها الجميع إدارة ولاعبون ليعدوا العدة للمباراة أو المرحلة القادمة ويرفد ذلك حضور شرفي مميز ودعم مادي لا محدود فاق 100 مليون ريال حسب تقديرات الإدارة التي أنفقت على الفريق بسخاء وجلبت المهارات الكفيلة بالدعم، وحقيقة هامة أسجلها هنا: ان دوري “جميل” للمحترفين الهم الإدارة النصراوية وفق خبراتها التاريخية المتراكمة الأخذ بصيغة مسمى الدوري والعمل بالمنهج الاحترافي في ساحات الملاعب وفي الإدارة وحتى في إطلاق الشعارات الحماسية وصيغها بين الجمهور فـ”متصدر” أو ما يردفها من عبارات أضافت للوسط الرياضي المحلي عناوين زهاء واعتداد تبرهن الثقة وتزيد الحماسة وتؤكد أن النصر بعراقته لا يكتفي بصناعة اللعب الجميل والاحترافي بل يمد ثقافة الرياضة المحلية بالصيغ الحماسية الملهمة للانجاز، كان نادي النصر عالمياً في تاريخه بتبني تشريف القارة الآسيوية وتمثيلها دولياً وها هو اليوم يعود لنفس المربع بثقة وجدارة مستحقتين، انا أكتب هذه الكلمات كمتابع سعودي تتجه ميولي نحو كل انجاز يشرف الوطن ويدعم رياضته، وأشيد هنا بالمنهجية الإدارية التي اتبعتها إدارة النصر لترهن كل الإعجاب والتصفيق لجهودها التي ترجمت انجازاً ملموساً في الملاعب وهز الشباك، فمبروك للنصر ولرئيسه الأمير فيصل بن تركي الذي قبل التحدي وسجل النجاح لاسمه وللقبه “كحيلان” المعنى الرمزي للشجاعة والمثابرة في الوطن، ومبروك أيضاً للوطن هذا الانجاز المتقن الذي ألهب الحماسة عند الجميع لتغدو رياضتنا السعودية وكرة القدم فيها تحديدا مضماراً للعمل الشريف والخطط الواعية وننتظر المزيد من الجميع محلياً وعالمياً.

مقالة للكاتب عبدالعزيز الموسى عن جريدة اليوم

9