السلمي يكتب عن بطولة الدفع الرباعي!

عندما يستعيد النصر جزءا من عافيته ويسترد شيئا من هيبته فإنه يسبب قلقا لمنافسيه، وعندما يكون في كامل حضوره وقمة عنفوانه فمن الصعب لأي فريق أن يقف أمامه، وكل من يخالفني الرأي عليه بالعودة للأرقام التي سطرها في صفحات التاريخ، وفي اعتقادي أن الأرقام لا تكذب.

 غاب النصر عن البطولات لسنوات، لكن هذا الغياب كان أشبه باستراحة المحارب، حيث نجح خلالها في لملمة أوراقه وترتيب صفوفه ومعالجة أخطائه حتى اشتد عوده، وعندما عاد كان شبيها بالطوفان الذي لا يبقي ولا يذر، فقد التهم الأخضر واليابس، وعاد للواجهة عبر الباب الكبير.

 بعض (خفاف الدم) حاولوا ومازالوا يمارسون سياسة التقليل من انجازات النصر (بطل الثنائية) ويسقطون عليه بطريقة سامجة، للترويح عن أنفسهم، وتبرير فشل فريقهم الذي لم يحقق ما يرضي غرور جماهيره ويلبي طموحاتهم.

 هؤلاء وصفوا بطولات العالمي من باب التشكيك ببطولات الدفع الرباعي، وهذه العبارة – في حقيقة الأمر – كلمة حق، لكنهم أرادوا بها باطلا.

فهي بالفعل بطولة الدفع الرباعي، كيف لا وأطرافها الأربعة (إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير ).

فالإدارة برئاسة الأمير فيصل بن تركي قدمت عملا نموذجيا، حيث وفرت جميع متطلبات النجاح بعد أن أنفقت ملايين الدولارات لإعداد فريق لا يشق له غبار. فعززت صفوف الفريق بلاعبين على مستوى عال في جميع الخطوط، وجددت عقود الآخرين وهيأت الأجواء الملائمة بتواجدها الدائم ودعم اللاعبين من كافة النواحي.

 أما الجهاز الفني بقيادة الداهية كارينيو فلم يقتصر دوره على الناحية الفنية، بل تعدى ذلك للجانب النفسي، ونجح في إعداد اللاعبين فنيا ومعنويا بعد أن أظهر قدرة فائقة في كيفية التعامل مع النجوم وتوظيف طاقاتهم وتسخير إمكاناتهم لمصلحة الفريق.

 أما اللاعبون فقد مزجوا الخبرة وروح الشباب بالروح العالية والحماس منقطع النظير ونتيجة ذلك صالوا وجالوا وحصدوا النقطة تلو الأخرى محطمين الأرقام حتى زفوا فريقهم لنيل النصيب الأكبر من كعكة الموسم.

 أما جماهير الشمس فشاهدتي فيهم تبقى مجروحة، فقد رسموا لوحة فنية في المدرجات، وأحدثوا ثورة في الوسط الرياضي، ويكفي أنهم باتوا مضربا للمثل، وحديث المجالس في جميع أقطار الوطن العربي.

 وهذه الأقطاب الأربعة – التي شكلت أضلاع الدفع الرباعي – نجح كل منها في مهمته، وبالتالي كانت النتيجة طبيعية “بطولة ورا بطولة والنصر من يطوله”.

مقالة للكاتب علي السلمي عن جريدة اليوم

9