الشهري يكتب: وعاد النصر يا “أبا ناصر”

– و(أبوناصر) هذا هو صديقي النصراوي الذي سبق أن حدثتكم عنه في هذه الزاوية بتاريخ 2011-11-29، تحت عنوان: (كم أبا ناصرٍ حطمت يا نصر)، وكتبت عنه ما نصه: (صديقي أبوناصر ذلك النصراوي العتيق الذي اعتزل مشاهدة مباريات النصر على الهواء مباشرة منذ سنوات، غير أنه لم يعتزل متابعة أخباره والقيام بدور المحامي عن ناديه في كل مجلس، هو واحد من جماهير العالمي الذين أعرفهم لم يعودوا يتابعون مباريات النصر.. ليس كرهاً أو جفاءً أو لأن قلوبهم قد قست على عشقهم الرياضي الأول ولكن لأن أجسادهم لم تعد تقوى، وأعصابهم ليس بإمكانها تحمل مزيد من الضغوط والانكسارات، خصوصا وأن “العمر مش بعزقه”، كما يقول إخواننا في مصر).

– أعوامٌ كثيرة مرت على صديقي العالمي وعلى بقية جمهور النصر وهم يعانون من نتائج فريقهم السلبية ومن سخرية الآخرين بهم ولكن حبهم لم يتحول وعشقهم لم يتبدل وكانوا على ثقة بأن فارسهم سيعود وها هو قد عاد.

– لقد عاد النصر يا (أبا ناصر) ومن حقك أن تملأ الدنيا فرحاً فعودته لم تكن عادية.. بل عاد ببطولتي دوري وكأس مرةً واحدة ومن (بوابة) المنافس التقليدي الهلال أيضاً، فكيف لا تعلن الأفراح والليالي الملاح..؟!

– كان (أبوناصر) أول نصراوي أبارك له فوز العالمي بالدوري فقال والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة: “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”.. وهو بالتأكيد لم يكن شعوره فقط، بل كان شعور كثيرين ممن أتعبهم وأحبطهم غياب النصر عن المنصات.

– ما زلت أتذكر تلك الصورة الطريفة التي تناقلتها مواقع الإنترنت لذلك المشجع النصراوي الذي رفع قبل سنوات (لوحة صفراء) في ميدان التحرير بوسط القاهرة مكتوب فيها: “نبغى بطولة يا نصر.. اللي يسوى واللي ما يسواش جابوا بطولة”..!!

– أتذكر كل ذلك وأنا أردد: كم كنتَ قاسياً يا فارس نجد على عشاقك وأنت تحرمهم الفرحة كل هذه السنين..؟! فمن يمتلك مثل أنصارك يا نصر فإنه من الظلم أن يتعبهم أو يحبطهم أو يرسم على محياهم سوى الفرح.

ع الطااااااااااااااااااير

– رجعت.. فأبدعت.. وأمتعت.. وأوجعت.. يا نصر.

– تركهم العالمي (يثرثرون) طوال الموسم وبعد أن حقق ما يريد من بطولات تفرغ لهم إعلامياً وبدأ (يطقطق) عليهم خارج الملعب كما فعل داخله كما في البيان الأخير.

– ضم النصر (محمد نور وحسين عبدالغني وعبده عطيف) فسخروا منهم وقالوا: (عواجيز)..!! فعلاً إنهم (عواجيز) ولكن من (إبريز).. والإبريز هو الذهب الخالص.. وهؤلاء العمالقة كانوا ذهباً خالصاً وجلبوا لفريقهم الذهب.

– النصر هو الأول في الترتيب.. والأول في الحضور الجماهيري.. والأول في القوة الدفاعية.. والأول في القوة الهجومية.. والأول في عدد مرات الفوز.. والأقل خسارة بين جميع الفرق.. أي أنه الأول في كل شيء.. ثم يأتي من يشكك في أحقية النصر بما أنجز..؟! لقد عاد النصر للحسم وعادوا هم للوهم.

مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن

9