سمير هلال: النصر … مزعج عندما يعود!

حاولت يا نصر أن أجمع لك أجمل الكلمات لأتغنى بك، وبحثت في كل أقوال العباقرة والفلاسفة، ولكن للأسف لم أجد في أقوالهم شيء يصف القليل من إبداعك!.  وحاولت أن أستعين بأفضل العازفين بالعالم؛ لأبادلك الفرح، وأهديك سيمفونية تليق بك، ولكن عزفك الجميل بالملعب هو سيمفونية لاتقارن، ولا يعزفها غيرك يا نصر.

 وحاولت أن أكتب فيك شعرًا، وقلبت كل دواوين الشعر، ولكن لم أجد شعرًا يترجم جمالك فأنت قصيدة رائعة لم يكتبها شاعر حتى الآن.

 عدت بعد طول غياب، وما أجمل عودتك لقد أتعبت محبيك بطول الانتظار، وأفرحتهم بعودتك، كم أنت كبير يا نصر في كل أحوالك! في حضورك وفي غيابك.

 غريب أمرك في الحضور والغياب، تجد نفس الحب أي حبيب أنت، وأي محبين وعشاق لك؟ كل ما ابتعدت ازدادوا تعلقًا بك! هل هذا حب؟ أم عشق؟ أم أنه سحر؟!.

 قولوا ماتشاؤون عاد بعد عشرين عامًا، بعد أربعين عامًا، لا يهم بالنسبة لهم، الأهم أنه عاد وما أجمل عودته وأروعها، عاد بعد أن ظن الكثيرون أنه لن يعود.

تعثر في مبارتين، فخسر من (الهلال) بالدوري، وودع كأس الملك أمام (الشباب) ففرحوا كثيرًا، وقالوا: سيودع بطولة الدوري قريبًا .. نعم النصر كان وما يزال مصدر قلق وتعب بالنسبة لهم.

 لم يعرف هؤلاء أن الفارس الكبير عندما يسقط ينهض بعد السقوط، وهو أكثر قوة، ولا يقبل الاستسلام، يا من فرحتم لتعثره إنها كانت (كبوة جواد) لا أكثر.

 قالوا أمامه ثلاث مباريات صعبة جدًا (الاتحاد والشباب والتعاون)، وإنه من الصعب أن يفوز على هذه الفرق، لكن مشكلة النصر عندما يرد لا يجيد لغه الرد بالكلام.

 عاد الفارس وانتفض أمام (الاتحاد)، وكانوا يظنون أنه انتهى وتلاشى، وأنه غير قادر على تقديم شيء أكثر مما قدمه، ونزل الملعب وسطر لاعبوه لوحة إبداع أسكتوا فيها كل الأصوات.

 عندما يغضب هذا الفارس من الأفضل أن تتجنب ملاقاته، لأن غضبه مخيف جدًا، فهو لا يرحم خصومه، ويضرب بكل قوة، ويقدم درسًا في كيفية عودة الكبير عندما يتعثر.

 استفزوه بعد الخسارتين، وهو الجريح وأقول: إنهم أخطأوا كثيرًا، فهل هناك من يحاول ولمجرد المحاوله أن يستفز الأسد حتى وهو جريح؟ إنه نوع من الجنون.

 حسمها الكبير النصر أمام (الشباب) وترك لهم الكلام، والعيش في أحلامهم الوردية، وحقق بطولة الدوري قبل النهاية؛ ليعلن أن شمسه لايمكن أن تغيب.

 نعم هي بطولة كبيرة حققها النصر، ولا غرابة في ذلك لأنه ناد كبير، لكن السؤال الذي أبحث له عن إجابة: لماذا عندما يعود النصر تعود الحياة للكرة السعودية؟

 لم أعتد أن أمجد الأشخاص لأن في كره القدم العمل جماعي، ولكن أعتقد أن رئيس النصر الأمير (فيصل بن تركي) قدم كل شيء للنصر، لكي يعود وكان ذلك على حساب ماله وصحته ووقته فهنيئًا للنصر بهذا العاشق الكبير.

 كما لا أنسى الإشاده بالرجل المحب الآخر نائب الرئيس (فهد المشيقح) الذي كان له دور كبير فيما تحقق، ولا ننسى أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الشرف، وكل المحبين والداعمين للنادي.

أخيرآ …

النصر مزعج عندما يعود أتعرفون لماذا؟ لأنه باختصار عندما يعود يحقق البطولات والألقاب.

مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم

9