عندما يتحدث التاريخ

ليلة لم تكن عادية أبداً .. بل حتى الحدث لم يكن عابراً .. ليلة كانت ختام مشوار طويل لم يبدأ بخطوة على غرار التجارب التقليديه .. بدأ بدمعة طفل خرجت بلحظة صادقه .. ليلة تقابل بها التاريخ والكأس لأول مرة منذ 20 عام .. استمر العناق بينهم طويلاً.. تسابقت الدموع من بين محاجر أعينهم فرحاً .. وبينما هم كذلك حتى همس التاريخ للكأس قائلاً :لماذا القطيعة لم أكن أتوقع أن أشاهدك مرة أخرى حاضراً مستبشراً في (( المدرج الشمالي )) هذا المدرج الذي كان شاهداً بداية العلاقه الحميمه بيننا .. وبينما هو مسترسلاً في العتاب حتى أخذ الكأس نفساً عميقاً وبدأ يمسح على جبين التاريخ ممسكاً بيده قائلاً : تلك قصة طويلة ياصديقي العزيز .. هيا بنا نجلس هناك على ذلك الكرسي حتى أحكي لك مالدي .. وهم سائرون الى المكان الذي أشار له الكأس حتى وقف التاريخ بعد أن غارت عينيه ..و تسمرت أرجله عن الحركة وهتف بالكأس قائلاً : من أين أتى هؤلاء .. مشيراً بيده الى مدرج النصر .. وقد امتلأ بالجماهير وأغلبهم من صغار العمر .. لتأتي الاجابة من صاحبه الكأس قائلاً : ماذا تحفظ لهم من حكايات العشق .. فقال : حكايات لاتنسى .. وقصص وفاء لاتتكرر .. وأذكر أننا التقينا على أطلال هذا المدرج ورقصنا سوياً على صدى أصواتهم فرحاً 14 مره .. ولكنها كانت منذ عقدين من الزمن ياصاحبي …. أخرجه من دهشته التي سيطرت على المشهد صوت الكأس وهو يتمتم قائلاً : اجلس ياصاحبي حتى أحكي لك .. فأنت تحدثت كثيراً وجاء دوري حتى أقول لك مالدي .. لدينا الليل بطوله حتى أسمع منك وتسمع مني .. ولكن الأن أريد أن احدثك عن لحظة أخر لقاء .. تلك الليلة الماجديه الخالصه .. بعد أن انتهت المباراة تولد لدي احساس لا أستطيع وصفه .. احساس جعلني أشعر أنني سأعيش بعيداً عن هذا الفارس الذي قاتل الخصوم من أجلي وأستطاع أن يكسب قلبي للمره الـ 14 .. لاعبهم الخطير كان في أخر أيامه الكرويه .. رمزهم المحارب يعاني من شح المال وأبتعاد أعضاء الشرف .. موسيقارهم صاحب الألحان الجميلة لايستطيع كتابة أجمل نوته بدون وجود الكوبرا .. كل هذه الأحداث كانت تشغل بالي .. وحدث ماكنت أخشاه ياصاحبي .. أصبحت أتنقل من منطقه الى أخرى .. وأنا أعيش على أمل عودة هذا الفارس طوال هذه السنين .. لأنه الوحيد الذي استطاع أن يجمعنا في مكان واحد أكثر من أي فريق أخر ..قبل أن يتحدث التاريخ مستغرباً أشار له الكأس الى الملعب قائلاً : هل ترى ذلك الشاب الأربعيني .. الذي أمضى حياته مغترباً .. عاد من أجلنا نحن الأثنان .. لذلك أنا هنا هذه الليلة فماذا عنك ياصديقي التاريخ !! أجاب : لن أضيف على ماذكرت شيئا ً ولكن من باب الوفاء لمن ذهب بي خارج القارة .. حيث بطولة العالم .. حضرت .. من أجل من حفظوني ولم يهجرو مدرجات فريقهم .. حضرت .. لذلك ياصديقي كم هو جميلاً لو استطاع ذلك الشاب الذي أشرت له أن يعيد لنا تلك الأيام الجميلة … ليقاطعة الكأس قائلاً : بل وأجمل ياصاحبي .. أنظر هناك فدقائق المباراة تكاد أن تنقضي .. هيا قم وعانقني ياعزيزي فذلك الشاب تعلم شيئاً في غاية ألأهمية سيجمعنا سوياً مرات عديدة تعلم أنه (يمكنه تحقيق أي شيء بأستطاعته تحقيقة ولكن لايمكنه تحقيق ذلك الشيء وحده).

@abosaud_77

9