حسين الشريف يكتب : في بيتنا بلطجي

حسين الشريفبرغم تحفظي الشديد على النهج الإداري الذي سلكه عادل جمجوم على مدار 18 شهرا أمضاها في إدارة الاتحاد، متنقلا ما بين نائب رئيس «صاحب قرار» إلى رئيس ناد مكلف، إلى نائب رئيس «لا يهش ولا ينش»، إلا أنني لست من مؤيدي أن يكون آخر العلاج الكي أو آخر اللف والدوران الضرب، كمبدأ لمعالجة الأمور المستعصية التي تواجهنا، حتى لو كنا نمتلك السلطة والنفوذ لتحقيق مبتغانا، ولا يمكن أن نقبل بتمرير ذلك مهما كان التبرير الذي يجيز بمدة اليد، أو التعامل بالتهديد والوعيد، للنهوض برياضتنا.

نحن في مجتمع مسلم محافظ يقوم على احترام الفرد ويرفض كل أشكال العنف، وفي وطن يحفظ قيمة وكرامة الإنسان قبل كل شيء، أضف إلى ذلك أن المجال الرياضي متنفس للكبير والصغير وعامل مهم في الارتقاء بأخلاقنا. وقبل ذلك، فإن الرياضة هي آداب وأخلاق وتهذيب للنفس وعلى المنتمين لها أن يعوا ذلك قبل ممارستهم أو انتمائهم لها، ولا مكان للبلطجية فيها.
مع إيماني الكامل، أن اللجوء إلى الضرب أمر غير مقبول تحت أي ذريعة، بل هو عملبلطجي في حله وترحاله، لا يقبله لا دين ولا منطق ولا يعد لغة حضارية يمكن استخدامها مع المراوغين، إلا أن ما شهدته الغرف المغلقة بنادي الاتحاد في الأيام الماضية من ركل ورفس بين حلفاء الأمس أعداء اليوم، لا يخرج عن أمرين لا ثالث لهما.
الأول، أن ما آلت إليه الأمور نتيجة انحدار في العلاقات بين الاتحاديين، تعكس مدى التفكك في الروابط الشخصية لمجلس أعضاء الشرف وذوبانها بعدما وصلت هذه العلاقة إلى أدنى مستويات الحميمية فيما بينهم.
الأمر الآخر، أن الاعتداء الذي وقع على الجمجوم، لم يأت من فراغ، وإنما نهاية طبيعية لهذه العلاقة غير المتزنة بين الطرفين، والتي شكلت لإسقاط الآخرين، إلا أنها لم تدم طويلا، عاملة بالمثل الدارج «انقلب السحر على الساحر» بين الجمجوم والكعكي، نتيجة لمكر الأول وتدبيره لرسم سيناريوهات وحكاوي، جعلت من الثاني يعيش الدور ويصدق بأنه رجل المرحلة الذي حضر لإنقاذ الاتحاد، بعدما تمثل أمامه الجمجوم بالمصباح السحري الذي يستطيع أن يعمل له كل شيء، واضعا المناصب الإدارية والمكانة الاجتماعية على طبق من ذهب، ومزين في عين الكعكي المكاسب التي سيجنيها من وراء كرسي رئاسة النادي في سبيل دعمه بالملايين، مما جعل الكعكي يندفع بلا هوادة خلف الجمجوم ما بين دفع وحقن وهكذا، حتى طارت الطيور بأرزاقها وذهب كرسي الرئاسة لمن يستحق بأمر صناديق الاقتراع، وتبخرت الوعود الوهمية والأحلام الوردية وفاق الكعكي بعد فوات الأوان، وبحث عن الكرسي والجمجوم والملايين والأحلام، فلم يجدها جميعا.
ولكن السؤال، أين الرئاسة من كل هذا؟ ألم تسمع، ألم تدرك الوضع، لماذا وقفت متفرجة؟ ألا تعلم بأن الصمت سيساهم في انتشار حالات الاعتداء. لذا، لابد من المطالبة بفتح تحقيق يحمي العاملين في الوسط الرياضي ويحفظ كرامتهم.
وقفة
عادل جمجوم.. حول حالة الضرب التي تعرض لها، إلى حملة تسويقية لنفسه في جميع القنوات، بحثا عن بقعة ضوء وترك ما هو أهم.. عجبي!!

مقال للكاتب حسين الشريف – عكاظ

10