نايف المطيري : وش تشجع ؟

نايف العبداللهاكتشفت ان الطريقة الوحيدة لبدء نقاش لا يمكن ان ينتهي بين شخصين يلتقيان لأول مرة، هي استخدام الجملة السحرية “وش تشجع؟”، وهنا اضمن لك وعلى مسؤوليتي الشخصية ان النقاش الذي كان من الصعب ان يبدأ لن يجد له نقطة نهاية أبدا..
هذه الجملة البسيطة في ظاهرها والعميقة جدا في دواخلها، أصبحت مدخلاً لكل حُكمٍ ينتظر أن يصدر على شخص عادي أو إعلامي رياضي، وحينها يكون التعليق على رأيه مرتبطاً بلون الفريق الذي ينتمي له.
في الفترة الاخيرة أصبح عددٌ من مقدمي البرامج الرياضية المخضرمين هدفاً لمثل هذه الانتقادات الملّونة، وواجهوا حملات قوية جدا من أجل بعض الآراء التي تنتمي لنادٍ معين، ومن أبرز من واجه مثل هذه الحملات الزملاء سلمان المطيويع وبتال القوس وتركي العجمة.
ولا يمكن أن ننسى أيضا أن هناك من يُعاقب جماهيرياً بسبب احتفاله بفريقه وقت التتويج، وهذا حدث مع سلمان القريني- المشرف العام على المنتخب السعودي- الذي وصل إلى المنتخب عبر بوابة فريقه وعشقه النصر، ومن الصعب أن نصادر فرحته التي لا تتعارض حسب رأيي مع منصبه الحالي.

لذلك كان تساؤل “وش تشجع؟” مدخلاً لحديث طويل أولاً، ومن ثمّ هدفاً لحبس آرائك في نوعية الفريق الذي تشجعه حتى لو كانت هذه الآراء تذهب إلى الحياد.
ويجب أن نعرف ان مسؤولية تلوين الآراء بألوان الفرق التي ينتمي لها أصحابها يتحملها بعض الاعلاميين الذين ساعدوا الشارع الرياضي على إبقاء هذه النظرية جزءاً اساسياً في أي نقاش، سواء كان مشاهدا او مقروءا أو حتى في مجالسنا الخاصة.
أخيراً من الصعب جداً ربط كل عملٍ يقدّمه إعلامي رياضي أو مسؤول أيضا بالفريق الذي يشجّعه، لأننا انتقاداتنا حينها ستصبح ظالمة في حقهم، وليتنا نقيّم الأداء والعمل كما هو دون تحيز.

مقدم برامج إذاعة «UFM»

مقال للكاتب نايف المطيري – اليوم

18