محمد الشيخ يكتب : فوضى برعاية رسمية!

محمد الشيخحتى ما قبل أيام كان الوسط الرياضي ينقسم حول ما إذا كان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد والأمين العام أحمد الخميس يستحقان توجيه الانذار لهما، وهو الذي يتحرك تكتل معين في الجمعية العمومية لفرضه كقرار نافذ، رغم رجاحة معظم الأسباب التي حملها الخطاب الذي تم تمريره على الأعضاء، حتى جاءت قضية إعارة المدرب خالد القروني لنادي الاتحاد ففضحت الواقع السيىء الذي يحكم اتحاد الكرة، ما يصعب معه أي تبرير أو تعاطف.

قضية القروني إن كانت قد كشفت عن شيء فقد كشف عن أن رئيس الاتحاد هو الراعي الرسمي الأول للفوضى داخل بيت الكرة؛ سواء كان ذلك عن طيب نفس منه وهو الرجل المتخم بالخلق الرفيع والمكتنز بالأدب الجم، أو عن سوء إدارة. فإن يعطي لنادي الاتحاد الموافقة مشافهة على إعارة القروني لمجرد اتصال جرى بينه وبين البلوي فتدخل العملية حيز التنفيذ مباشرة ودون الرجوع رسمياً لمجلس الإدارة أو إدارة المنتخبات أو المسؤول الإداري المباشر عن المنتخب الأولمبي فتلك قمة الفوضى، وأن يؤكد موافقته لهم بعد “خطاب أبو نخاع” ضارباً به عرض الحائط عبر تغريدات من حسابه في (تويتر) فتلك منتهى اللامسؤولية.

الأسوأ من ذلك هو وقوف أعضاء اتحاد الكرة موقف المتفرج بمن فيهم المشرف العام على المنتخب الأولمبي صالح أبو نخاع الذي أبان من خلال خطابه الفاضح لإدارة الاتحاد أنه آخر من يعلم، حتى وهو يحاول الاختباء خلف العبارات المحتقنة التي حاول الاتكاء عليها بين سطور كلامه الموجه لإدارة نادي الاتحاد ليؤكد من خلالها قوته ومسؤوليته وليحرج أحمد عيد في ذات الوقت، لكن أحاديثه الفضائية أثبتت عكس ذلك، فقد كشفت عن أنه إداري صوري باعترافه بحيثيات الواقعة، وقبوله في نهاية المطاف بسياسة الأمر الواقع.

وليس أسوأ من تفرد الرئيس بالقرار، وصورية المشرف إلا استخفاف الكابتن خالد القروني بالحدث رغم فداحته وحراجته في ذات الوقت بظهوره فضائياً للحديث عن الموضوع في ذات الليلة التي أثار فيها ابو نخاع الوسط الرياضي؛ رغم أن القروني كان يمكن له أن ينأى بنفسه باعتبار المشكلة إدارية صرفة بين رئيس الاتحاد والمشرف على المنتخب؛ لكنه خرج واثقاً وببرود متناهٍ ليخطئ اتحاد الكرة ويقدم لهم محاضرة في آليات العمل الإداري الصحيح، دون أن ينسى أن يُظْهِر المشرف العام عليه منقلباً على نفسه وعلى قناعاته وعلى رئيسه المباشر، قبل أن يختم كل ذلك بقوله متهكماً: “نحن ما نعرف تحت إدارة مين نشتغل”!.

هذه الواقعة وغيرها الكثير من الوقائع التي يشترك فيها رئيس الاتحاد وأعضاؤه ولجانه أثبتت بجلاء سوء أداء الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ حتى لم نعد نحتاج إلى العناء في استحلاب الأدلة، واستمطار الشواهد ففي كل يوم يأتي هذا الاتحاد بإثبات جديد يدلل على أن الفوضى صات تضرب أطنابها في أعماقه، حتى أن قضاياه صارت مادة سهلة للإعلام حتى لم يعد الكتّاب الصحفيون ومعدو البرامج يحتاجون لكثير من البحث والتحري عن قضايا ساخنة يطرقونها، فقضايا هذا الاتحاد صارت تأتيهم كل يوم جاهزة وعلى طبق من ذهب!.

مقال للكاتب محمد الشيخ – الرياض

9