البواردي يقول: أبطال من ورق

هذا هو حالنا بوجود بيئة صحافة، وإعلام رياضي دلف من أوسع أبوابها من لم تكن لديه مهنة، نسوا معنى الصحافة، وتفرغوا لكتابة ما تغص به المدرجات من سوء الكلمة، وعجرفة معانيها.
 الكل يكتب بطريق (سن سكينك وريح ذبيحتك) يحرصون على العناوين الجاذبة للمراهقين، وصغار السن؛ ليزرعوا لنا جيلاً يشابه فكرهم، ويستمر ذلك (الفيروس) ينخر في جسد رياضة الوطن، وقدرات لاعبيه ومنسوبيه وجمهوره.
 صنعوا بأقلامهم أبطالًا من ورق في رياضتنا، سواءً لاعبين أو مدربين أو رؤساء أندية، وغيرهم دون تحديد، والمنافع كانت تسبق المصالح، وسقطنا في ذلك الفخ الكبير عندما اعتقدنا أننا كبار، وخرجنا من دارنا فأصبحنا صغاراً، ما حدث هو كثرة النفخ على أبطال من ورق، ساعد على  تشتتها وسط عاصفة المنافسة الرياضية المحلية والخارجية، وخسرنا ولم نربح.
 المقال الرياضي مقال يهتم بفكر المنظومة الرياضية المتكاملة، من أندية واتحادات ومنشآت  وإعلام، وللأسف السواد الأعظم من الإعلام الرياضي مسلط على كرة القدم، وهي لعبة ضمن ألعاب كثيرة يضمها أكثر من 15 اتحادًا رياضيًا، لم نجد يومًا عمودًا صحفيًا عن ألعاب القوى، أو كرة السلة، أو الطائرة وغيرها الكثير.. نحن مقبلون على انقسامات مجتمعية خطيرة بسبب الإعلام الرياضي  الذي يزيد في كل يوم حروفًا، وكلمات، وعناوين وصلت إلى التزوير والتهويل والتعميم، وليت المصيبة على صفحات الجريدة، بل تعدت الحدود إلى شبكات التواصل الاجتماعية، والمواقع الإلكترونية، وأبت بعض قنوات التلفزيون إلا أن تساهم في صنع الإثارة، ولو كانت على حساب المجتمع.

ياسادة… ما تلك برياضة، وما تلك بمنافسات.. ما نراه وكأنه صراع  بين متنافرين، وليس شقيقين. وأصحاب القرار ينظرون من بعيد بانتظار ما يحدث، أؤكد لكم ياسادة أنه حدث، ولا تنتظرو كثيراً، فقد بلغ السيل عتبات الصبر، ونخشى مما هو آت.
 الشماعة التي يتعلق بها ما سبق ذكرهم هي أننا نعيش عصر الحرية والإعلام المفتوح بوجود الإنترنت، ونقول لكم يا سادة في مضمون معناها: ألا تتعرضوا لحريات الآخرين. فضاء الإنترنت لا تعتقدوا أنه مفتوح، فهناك من يرصد لكم كل ما تكتبون، وبالنية بعد،  فهل أنتم جاهزون؟!.
 الاستحقاقات الآسيوية للفرق السعودية تعكس مدى السوء في الأخلاق الرياضية، ولست بصاحب قلم التعميم، حزنت لخسارة بعض الفرق السعودية، وفرحت لفوز بعضها، لسبب واحد في هذه البطولة يُكتب بعد اسم كل نادي صفة (السعودي)، وهذا ما جعلني أتفاعل معهم، نحن سعوديون ولا ننتمي بجنسيتنا لأي ناد، جميل ما نختم به هذا الألم أن العقلاء أكثر في هذا الميدان، ولكنهم صامتون..

مقالة للكاتب ماهر البواردي في جريدة اليوم

15