الجوكم يتحدث عن عيد ومسعد والسديري.. والقائمة تطول

في كل دول العالم منتخبات وأندية, يكون الجمهور عاملا مساعدا ومساندا لمن يحب ويعشق, بل ويرى القبح جمالا في معشوقه منتخبا وناديا ولاعبا, ويحول العيوب لمزايا, وفي اعتقادي هي حالة طبيعية تنبع من العاطفة في مواجهة أطراف أخرى.
** لكن لا يمنع -وسط هذا العشق المتيم تجاه المحب- أن تصدر انفعالات مضادة جراء هزيمة أو ضياع فرصة أو خطأ فادح جماعي أو فردي داخل منظومة الفريق, فيفلت اللسان هنا بكلمة وهناك بصرخة, سرعان ما تهدأ النفوس, وتعود لغة العقل من جديد, وينبض العشق بصورته الأولى.
 وبعيدا عن الحالة الطبيعية في الفرح والحزن, والانفعال والعودة سريعا للهدوء, ظهرت حالة عجيبة غريبة لجماهير بعض الأندية السعودية, وهي حالة اصطياد أخطاء لاعب معين ضمن فريق أحبوه وعشقوه.
 محمد مسعد في الأهلي مثال حي فقد كان يبذل مجهودا خارقا أثناء المباراة, ولمجرد خطأ بسيط لا يؤثر على جهود فريقه, يحمل المسئولية كاملة لتعثر فريقه, ليستمر هذا السيناريو حتى هرب أو سرح من الأهلي, لتركيز جماهير القلعة عليه, كأنه لاعب غير مرغوب فيه.
 حارس الهلال السديري مثال آخر, لكن بصورة أقل في مستوى الهجوم والتركيز من قبل الجماهير الهلالية, وقبله كان المدافع ماجد المرشدي الذي شد الرحيل للجار الشباب.
 أما الصورة الواضحة لهذه المعضلة, فهي تقصد السواد الأعظم من جماهير النصر للمدافع الدولي محمد عيد, خصوصا بعد الخسارة من الشباب, وعدم صموده أمام مهارة خليلي, فقد حمل كل شيء, وأطلق عليه أقبح الصفات, ما سيعجل برحيله عن ناديه.
 هذه الظاهرة أصبحت تهدد الكثير من اللاعبين, وحان الوقت للتوقف عندها, ومعالجة أخطارها, حتى لا تتدحرج كرة الثلج وتصل لنجوم مؤثرين ليس فقط على مستوى فرقهم, بل حتى على مستوى المنتخب.
 والغريب في الأمر , أن مسئولي الأندية الذين يتضرر لاعبوهم من هذه الظاهرة, لا يكلفون “ألسنتهم” حق الدفاع عن لاعبيهم خوفا من سخط جماهيرهم, وبذلك يساهمون في استفحال هذه المعضلة.
 المسئولية الأخلاقية تحتم على المنتمين لبلاط صاحبة الجلالة, أن يكون دورهم في هذه الظاهرة “توعويا وتنويريا” بعيدا عن مكامن الإثارة ومشتقاتها, لأنها -لا قدر الله- إن أصبحت عادة مستباحة في المدرجات, ووسائل الاتصال الاجتماعي, فان عمر اللاعبين سيكون قصيرا في الملاعب السعودية.
 أما أسرع الحلول بالنسبة للاعب الذي وقع في هذا المأزق, فأعتقد أن الانتقال حل سريع ومثمر , والأمثلة كثيرة , لا يتسع المجال لذكرها وسردها.

مقال للكاتب عيسى الجوكم – اليوم

9