احمد المصيبيح : النصر رافع خشمه

في عالم كرة القدم لا يمكن لأي فريق أن يستمر منتصراً فعلى مستوى الدوريات الأوروبية نأخذ على سبيل المثال الفريق الأجمل والأفضل برشلونة والذي يضم مجموعة من أعظم لاعبي كرة القدم نجده يخسر من فرق لا تقارن به !

ومحلياً ظهر النصر في هذا الموسم كفريق يملك كل أدوات التفوق إدارياً وتدريبياً وعناصر مميزة وفي كل المراكز لذلك تصدر الدوري وخطف كأس سلمان ولكن عندما اختلت موازين التفوق خسر من غريمه الهلال ومن ثم من الشباب واختلال الموازين تكمن في التالي: أولاً الثقة المفرطة التي لمحتها على وجوه لاعبي الفريق قبل مواجهة الهلال الدورية الأخيرة حيث بدا بعضهم واثقاً جداً من الفوز وعبروا عن ذلك بأحاديث جانبية للزملاء الإعلاميين قبل انطلاق المباراة بساعات وتلك الثقة تقلل من احترام الخصم وتزيد من الضغط النفسي على معظم عناصر الفريق وخاصة عندما ترجح كفة الفريق المقابل إضافة إلى فقدان الفريق إلى أهم أدواته وهي الروح القتالية التي تعالج النواقص الفنية وتظهر الفريق في أفضل حالاته.

وعلاوة على ذلك تخبط مدربه كارينيو الذي دفعته الثقة إلى تدوير غريب وتشكيل أغرب في كل مباراة فتارة نرى محمد نور القلب النابض وصانع اللعب الحقيقي وتارة خارج ال 18 أو على دكة الاحتياط وهذا التدوير والتخبط في اختيار الأنسب أفقد الفريق هويته وانسجامه بصورة واضحة علاوة على أن غياب الدولي البحريني محمد حسين أثر بشكل مباشر على خط الدفاع الأصفر إضافة الى عدم انضباطية حسين عبدالغني الذي يبالغ في خدمة المهاجمين على حساب مركزه وخاصة في لقاء الشباب الأخير، وعموماً الأصفر لا زال المتصدر للدوري والأقرب لكأسه وبطلاً لكاس سلمان وخروجه من الكأس الكبير لا يلغي تفوقه فهذه هي حال الكرة، ولكن الاستفادة من الأخطاء ضرورية لاستمرار التميز.

* نقاط خاصة

– رجال الزلفي نجحوا في استثمار مواجهة الهلال لتسليط الضوء على هذه المحافظة الغالية وبقي فقط أن أسأل مكتب الرئاسة بالزلفي عن ماذا كان دوره وهو يرى أرضية الملعب شبيهة بأرضية حديقة مهجورة في أقصى المحافظة!

– دائماً ما أمتدح حسين عبدالغني وقدرته على العطاء والإبداع رغم عمره المتقدم ولكن خروجه عن النص بات مزعجاً ومؤثراً ولا يليق به ولا بناديه.

– أنهى الأخضر مشواره الأول في التصفيات الآسيوية بنجاح وصدارة، فشكراً لإدارته وجهازه التدريبي واللاعبين، إلا أن القادم سيكون أصعب وأخطر ولا بد من لوائح انضباط “تضبط” الأمور بشكل أفضل وتضمن العدل بين الجميع.

* الكلام الأخير:

السعيد من يرى الأمور بعقله لا بعاطفته!

مقال للكاتب أحمد المصيبيح الرياض

9