النصر .. الطيّب!

خالد العنزياشتقت كثيراً للكتابة في (سبورت) بشكل عام والكتابة عن الرياضة بشكل خاص وذلك بعد فترة من الغياب الطويل ، ولا اخفيكم سراً انني اردت ان اكتب هذا المقال بعد لقاء الديربي الذي انتهى لمصلحة الهلال بنتيجة ٤-٣ ، وكان عنواني لهذا المقال (النصر لا يقسو!) ولكن تاخر ذلك لأسباب عدة!

ولكن مع الخروج النصراوي من بطولة كأس الملك بعد الخسارة من الشباب عزمت على كتابة هذا المقال قبل ان انشغل عنه ولكن غيرت العنوان بما يناسب المباراة الاخيرة ولو ان  كلا العنوانين يصبان في نفس الفكرة ولكن يختلفان بواقع المبارتين!

فالنصر امام الهلال لم يكن بذلك الفريق المهزوز ولكن كان الفريق المنحوس ، فاهداف الفريق الضائعة (لاحظ ايها القارىء الفاضل أنني لم اقل فرص ضائعة!) كان بإمكانها ان تعلن التتويج المبكر للنصر وتتويج التون مهاجم النصر بصدارة هدافي الدوري مبكراً وتعلن سابقة ونتيجة تاريخية في لقاء الديربي ولكن للاسف النصر حتى في اوج مستوياته يرأف بالفرق ويحترم تاريخها فهو لا يقسو ولا يستعرض بالنتائج بل يسجل قدر حاجته وربما اقل من حاجته!!

ورغم كل ذلك الا ان خلفه جمهور لايرحم ابسط الزلات ولا ظلم الحظ ، فهو يريد فريق لايهزم ولا يرأف بالفرق الاخرى ، عكس بعض الجماهير التي حتى لو ضاع فريقها طوال العام فإن نقطة او ثلاث نقاط من امام العالمي تجعلهم يعيدون لكبريائهم ويقيمون الافراح والليالي الملاح لذلك!

وعندما لعب النصر مباراته امام الشباب في كأس الملك بعد ان هزم الشباب في الدوري واقصاه من كأس ولي العهد لم يكن النصر بذلك الفريق الذي عهدناه منذ بداية الدوري بل كان فريق مهزوز ورغم الغاء هدف صحيح له الا ان المستوى النصراوي كان باهتاً ولم يشفع له بأن يرضى جماهيره حتى لو فاز!

بل كان النصر طيباً جداً ولطيفاً بحال الشباب وكأنه يقوله له خذ هذه المباراة ونافس على هذه البطولة حتى لا تخرج حزيناً خالي الوفاض مبكراً في هذا الموسم !! ، رغم انه لو كان العكس فلن يكون الشباب بكرم النصر بل سيطمع بهذه البطولة ايضاً!!

فمشكلة النصر الازلية انه طيّب في افضل مستوياته لا يقسو على الاخرين حتى في اضعف اوضاعهم ومستوياتهم  ولايستغل ذلك ، ودائماً يختار الطريق الصعب في الفوز او في الحصول على البطولات ، دائماً يضع جمهوره في خانة الترقب والدقائق الحرجة!!

فلا اعلم لماذا ينتهج العالمي هذه الطريقة هل هي محاولة لصناعة لذة ونكهة للانجاز ام ان لاعبيه طيبون تتأثر قلوبهم من وضعية الخصم المحزنة عندما يتجلى النصر!!؟

كبسلتهم!!

-في اي مباراة للنصر يصنعون الاثارة والمشاكل حتى يقللون من فوزه وتميزه  ويختلقون قصص الدعم التحكيمي وتصبح ساحات الاعلام والتواصل الاجتماعي .. ساحات بكاء ومآتم ! ، وعندما يحصل لهم الدعم التحكيمي عياناً بيانا ينامون بهدوء ويهمسون :  ان الأخطاء متعة الكرة!
-الغي الحكم هدف صحيح للنصر امام الشباب ولم يبك احد او ” يكبسل ” احد ، حتى جمهور النصر كان ينتقد اداء الفريق لأنه كان سيء!
-ظُلم فريق الزلفي (درجة ثانية) امام ملك الدفع الخلفي بهدف تسلل وجزائية خيالية وهدف صحيح ملغي للزلفي ، واختفى ضجيج الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وكأنها ليلة من الف ليلة ادرك الصباح فيها شهرزاد فسكتت عن البكاء والنياح!
-دائماً اقول : لا يمكن لأي فريق ان يصبح صديق التحكيم الأوحد والدائم بوجود ملك الدعم الخلفي  ، فكل خطأ تحكيمي لصالح اي فريق بالدوري يقابله ١٠ اخطاء استفاد منها هذا الملك ! ، كل ذلك محلياً ولكن خارجياً يختفي كل شيء حتى انه بإمكان فريق لم يفطم بعد من (حليب) التأسيس ان يفوز على ملك الدعم الخلفي بسهولة!

ختاماً :
على لاعبي النصر ان يعلموا جيداً ان كل ما حققوه من بداية الموسم لن يكتمل بدون ٤ نقاط من ٩ نقاط متبقية في الدوري ، فالجمهور لا يريد النصر الطيّب في هذه الفترة بل يريد العالمي الذي يجعل للانجاز نكهة الذ وأحلى!.

18