علي حمدان: تنظيم أحمد عيد

كرة القدم لم تعد لعبة تمارس بشكل عشوائي أو بناء على فزعات أو كيفما اتفق أو حتى بشكل تنظيمي ركيك أو ضعيف وإنما أصبحت علما يدرس في أرقى الجامعات العالمية، وأصبحت تنظيما مبنيا على دراسات وأبحاث قامت بها منظمات رياضية وكروية للوصول إلى صيغة تجعل من التسعين دقيقة التي يتابعها جمهور كرة القدم متعة حقيقية وفق أعلى مواصفات الإدارة والتنظيم والجمال والروعة.

ولتنجح كرة القدم لا بد وأن تترك لأهل كرة القدم ولا يجب أن يتدخل فيها أهل الفن والعقارات والمزايين، وإن كانت لأهل السياسة والاقتصاد والثقافة وعلوم الاجتماع جزئيات قد تكون أحيانا ضرورية ولكنها في الأخير لأصحاب الشأن والاختصاص، وهم أبناؤها ممن مارسوها إما لاعبين أو حكاما أو إداريين أو فنيين، وعملوا في أنديتها واتحادها، ويؤمنون بمبدأ الفوز والخسارة والتنافس الشريف في اللعبة.

ما يحدث اليوم في كرة القدم السعودية من ناحية التنظيم لا يدعو للاطمئنان على مستقبل أكثر إشراقا ونجاحا مما عشناه في فترة الثمانينات والتسعينات ولا يجب أن يكون منتهى الطموح هو إجراء انتخابات وتسمية أول رئيس منتخب.

فهذا أمر عادي تجريه كل الدول، ولكن المنظمة الكروية عموما تحتاج إلى ترتيب وتنظيم لكي تستطيع القيام بالمهمة الشاقة، وهذا لن يتأتى إلا من خلال جمعية عمومية حقيقية تعرف مسؤولياتها وواجباتها تجاه رياضة الوطن، وتعرف كيفية الممارسة الديموقراطية الحقيقية داخل الجمعية وتعرف أسس العلاقة بين اتحاد كرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب في آليات وإجراءات مكتوبة وواضحة وموثقة، تعتمد على أفضل وسائل آليات التنظيم الذي وصل إليه عالم كرة القدم، تبدأ من وضع الاستراتيجيات والتشريع لكرة القدم إلى تعيين مجلس الإدارة ومحاسبته سنة بسنة ماليا وإداريا وإجرائيا، وأن تكون المكاشفة ظاهرة للجميع دون أن تمس كرامة الآخرين، وإنما من خلال البينة والإثبات والبرهان والاستناد وسوف أكون في غاية السعادة لو وصلت الممارسة الديموقراطية في كرة القدم السعودية إلى حل مجلس الإدارة يوما ما.

ما زلت أتمنى أن يطبق اتحاد القدم منح العضوية الفخرية لمن خدموا كرة القدم السعودية على مدى التاريخ وأبرزهم في وقتنا الحاضر الأمير خالد الفيصل، والأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل، والأساتذة عبدالرحمن الدهام، وغازي كيال، وماجد عبدالله، ومحمد عبدالجواد، وصالح خليفة، على سبيل المثال لا الحصر.

هذه القامات الرياضية التي يحق لهم حضور الجمعية العمومية كأعضاء فخريين للاتحاد وفقا للنظام الأساسي ستكون لهم بصمة في حال وجدوا في اجتماعات الجمعية، ولكم أن تتخيلوا حجم الفكر والتجربة والخبرة والممارسة الذي سيضيفها حضور مثل هذه الأسماء الكبيرة واللامعة للجمعية العمومية.

إن أبسط أبجديات النجاح في كرة القدم تشكيل اللجان التنفيذية والإدارية للأحداث الكروية والدورات والبطولات، وعلى هذا الأساس أين تشكيل اللجنة العليا المنظمة لدورة كأس الخليج العربي المقبلة بعد ثمانية أشهر؟!، فقد جرت العادة خليجيا أن يتم تشكيل مثل هذه اللجنة قبل سنة على الأقل من تاريخ بدء الدورة، إلا اتحادنا المنتخب، الذي يبدو أن لديه فلسفة جديدة قد تؤدي إلى إقامة دورة الخليج المقبلة دون لجنة منظمة عليا كما جرت العادة فيما يسمى عولمة التنظيم.

15