الشهري يكتب: إنهم (يحششون)..!!

– لم يفاجئني على الإطلاق تصريح الكابتن السابق لمنتخبنا الوطني، نجم الكرة السعودية “فؤاد أنور”، حين كشف أن كثيرا من اللاعبين في السعودية يتعاطون المخدرات خاصة “الحشيش”، وقوله عبر برنامج “الحدث” على القناة الرياضية السعودية: “إن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة وبطريقة غير طبيعية كما أنها تفاقمت أخيرا”.

– هذا الأمر لا ينبغي أن يشكل مفاجأة لأحد؛ لأن العارفين ببواطن الأمور والقريبين من الوسط الرياضي، يدركون أن عددا من اللاعبين قد أفسدهم المال بدلا من أن يصلح أحوالهم.

– كم من لاعب انتهى مستقبله مبكرا بسبب عدم انضباطه خارج الملعب..! وكم من نجم كان الجميع ينتظر منه الإبداع ولكن طريق الضياع كان أقرب له وخرج من الباب الضيق..! وكم من محترف تحول إلى منحرف بسبب الصمت على مثل هذا الموضوع..!

– قبل فترة تحدث الأمير عبدالله بن مساعد، رئيس نادي الهلال الأسبق عن هذا الموضوع تحديدا عبر برنامج “في المرمى” على قناة العربية، وعلق الجرس محذرا المجتمع الرياضي من هذا الداء والوباء إذ قال، “إن عددا من اللاعبين السعوديين اعتادوا على السهر والتحشيش، وأنهم يمضون أوقاتهم في السهر حتى صباح اليوم التالي، بل إن البعض منهم قد يأتي للتدريبات وهو مواصل”..!!

– بل إنني أزيد على ما سبق باعتبارها “سيرة وانفتحت” أن هذا الوباء قد انتقل إلى بعض اللاعبين الأجانب، الذين يحضرون إلينا وهم في قمة مستوياتهم الكروية، ويقدمون في مبارياتهم الأولى أداء لافتا وبعد فترة بسيطة يشهد مستواهم انخفاضا غريبا، وقد حدثني أكثر من شخص أثق بهم كثيرا أن ذلك بسبب سهراتهم “الصباحي” التي انخرطوا فيها عند “فلان” و”علان” من أصحاب السوء..!! ولعلكم تعودون بالذاكرة إلى بعض اللاعبين الذين حضروا إلينا نجوما ثم غادروا بعد ذلك بسبب انخفاض مستواهم غير المبرر “للجمهور” في حين أن التبرير هو عدم الانضباط.

– يجب أن نواجه هذه المشكلة بكل حزم ولا نتغافل عنها بذريعة الخصوصية “المزعومة” أو غيرها من المبررات الواهية.

– على إدارات الأندية أن تقوم بعمل كشوفات وفحص لجميع لاعبيها بشكل دوري وتركز على اللاعبين غير المنضبطين في التمارين أو الذين تراجع مستواهم بشكل غريب.

– كذلك على لجنة المنشطات أن تُفعّل من أدائها وأدوارها وتكشف للوسط الرياضي المواد المحظورة الموجودة في عينات اللاعبين الإيجابية؛ لأنه من غير المقنع أن يستخدم بعض اللاعبين المنشطات وهم في بداية العشرينات وفي كامل لياقتهم البدنية، وبعضهم يكون في دكة البدلاء غالبية الموسم، والبعض الآخر يلعب في مراكز لا تستلزم من صاحبها الركض المتواصل واللياقة البدينة العالية.. الحكاية ليست حكاية منشطات بالتأكيد.

– غض الطرف عن المشكلة سيزيدها، والصراحة والمكاشفة والبحث عن العلاج والحلول هو ما سيحد منها ويمنع من تفشيها بين اللاعبين.

– وصدق أبو العتاهية عندما قال:

إن الشباب والفراغ والجِدة

مفسدةٌ للمرء أيُّ مفسدة.

مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن

9