صفقة وصفعة

خليفة الملحمطغت صفقة انتقال نايف هزازي من الشباب إلى النصر على كل الأخبار وحركت المياه الراكدة في صيفنا (الحار جداً) وتناول الكثيرون هذا الخبر بفرح من جهة واستغراب من جهة أخرى!

انتقال اللاعب من ناد إلى آخر في زمن الاحتراف شيء طبيعي ولا يثير أي زوابع إعلامية، ولكن ما حدث مع هزازي كان مختلفاً، فالأمر شهد شداً وجذباً وخطابات ورفض واستقالات، وتباينت معه التوقعات منذ بداية رمضان، حيث تسرب خبر التوقيع ثم نفي التوقيع ثم التأكيد على الرفض ثم تأكيد التوقيع، ومن ثم استقالة رئيس نادي الشباب والتي جاءت بحسب تصريح الأمير خالد بن سعد؛ بسبب كثرة انشغالاته ولكن تزامنها مع أزمة هزازي جعل الجميع يربط بينهما البعض، ويظهر للجميع ضعف الشباب وعدم قدرته على احتواء أزماته ومكملاً لموسم كان الشباب فيه هزيلاً جداً برغم تحقيقه بطولة السوبر!.

من وجهة نظري، كان لا بد من إدارة الشباب قيادة المفاوضات بطريقة احترافية أكثر، وما دام الإحساس تولد لديها بأن اللاعب ذاهب للنصر بصرف النظر عن موافقتهم من عدمها، فكان من الواجب استلام دفة المفاوضات والسير بها إلى بر الأمان وتحديد السعر المناسب والاستفادة من الصفقة مادياً للحد الأقصى والذي يعود على الشباب بالنفع الوفير بدلاً من الظهور بلا (هيبة)، وللمعلومية فسيناريو هذه الصفقة فريد من نوعه، ولم يحدث بطريقة مشابهة سابقاً مهما حاول البعض تشبيه هذا (السيناريو) بانتقالات سابقة!.

الأهم حالياً هو استفادة الطرفين من هذه الصفقة وعودة الصقر إلى مستواه واستعادته حسه التهديفي؛ حتى يكون من الركائز الأساسية في المنتخب كما كان سابقاً، وأن يساهم مع زملائه في صعود منتخبنا لكأس العالم القادمة في روسيا.

حرص الفنان (المبدع) ناصر القصبي في برنامج سيلفي بتصوير التعصب الأصفر الأزرق على أكمل ما يكون، ولفت نظري الصفع المتبادل والذي حدث في الجزء الأخير من البرنامج، وهو ما يجسد واقع لاعبينا والذين أصبحوا سريعي التجاوب للاستفزازات (المتعمدة) من قبل الجماهير، ومسألة مد يدهم لصفع الجماهير ظاهرة غير محببة ويجب محاربتها والوقوف بحزمٍ أمامها، سواء من لجنة الانضباط بحسب اللوائح أو من قبل الإعلاميين المحسوبين على أنديتهم وإن كنت أتقبل تفاخر الجماهير بحادثة الصفع، ولكني أمقتها تماماً من قبل بعض الإعلاميين وترديدهم لجملة (أدبناهم)، والتي تشير ولللأسف لضحالة تفكير البعض والذي يضع مصلحة ناديه فوق كل اعتبار، وأتساءل بدهشة كيف سيربي أحدهم أبناءه وينصحهم بحسن الخلق، وهو يردد كلمات لا تليق ويبرر الهمجية بأنها رد فعل متوقع بل وواجب!.

مبروك لهزازي ومبروك للنصر هذه (الصفقة) المدوية ولا عزاء لرياضتنا التي تتلقى (الصفعات) تباعاً!.

8