علي مليباري: عمر السومة.. الكنز الملكي

علي مليباريكنت أرغب في التغزّل بصدارة النصر وبراعة لاعبيه برغم المعاناة الفنية التي سبّبها المدرب المقال كانيدا، فالعالمي بلا شك يستحق الإشادة وأكثر من ذلك، غير أن حبر قلمي ارتأى الكتابة عن متصدر آخر لا يقل براعة ولا تنقصه ضراوة، نجم هداف لا يزال يخطف الألباب ويلوي الأعناق منذ أول مباراة في الموسم، ذلكم هو مهاجم الأهلي عمر السومة المحترف الآسيوي بالفريق والذي يتربع حاليًا على عرش صدارة هدافي دوري جميل برصيد 12 هدفًا من خلال 9 لقاءات، أي بمعدل 1.33 هدف لكل جولة، وهو معدل أكثر من رائع في عرف تقييم الهدافين، وبفارق خمسة أهداف عن أقرب منافسيه نايف هزازى مهاجم الشباب.
عمر السومة، اللاعب السوري الأنيق الذي قدم من القادسية الكويتي إلى الأهلي باختيار شخصي من رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد، بات علامة بارزة بين المهاجمين والمحترفين الأجانب هذا الموسم، يمتاز ببراعته في التسديدات القوية البعيدة، وامتلاكه لحلول متنوعة لركل الكرة في الشباك في ظل إجادته اللعب بالقدمين وتنفيذ الكرات الرأسية بشكل متقن.
ما يقدمه السومة داخل الملعب هو عنوان صريح للإبداع أوله فن وآخره طرب، وشخصيًا اتوقع استمراره على نفس منحنى التألق الذي هو عليه الآن خاصة بعد التعاقدات الفنية الأخيرة التي أقدمت عليها الإدارة الأهلاوية، والتي أضفت على الفريق مزيدًا من التحسن والاستقرار، وبالتالي تنصيب نفسه متصدرًا لهدافي دوري جميل مع نهاية الموسم.
أجمل ما في اللاعب الأجنبي المحترف هو صناعته للفارق الذي يحتاجه الفريق والإسهام في تكوين شخصية رياضية محترفة يقتدي بها اللاعبون المحليون، ولا أظن النجم عمر السومة إلا كذلك، فما يقدمه داخل الملعب من أداء أنيق وجهد وفير إلا أحد الدلائل على ذلك ناهيك عن تصريحاته المقننة وتأكيده من خلالها على حرصه الشديد على مضاعفة الجهد في التدريبات اليومية والمحافظة على برنامج غذائي محدد، وما كل ذلك إلا تبيان رائع لصفة اللاعب المحترف الذي يحترم مسؤولياته ويقدر واجباته تجاه جماهير رائعة مثل جماهير الأهلي المنتشرة في مختلف أرجاء المملكة.
ربما أكثر المناظر التي تنعش ذاكرة جماهير الملكي وهم يرون إبداعات السومة هي أهداف معشوقهم السابق البرازيلي فيكتور سيموس الذي استبعده المدرب البرتغالي المتغطرس بيريرا في العام الماضي مجردًا الأهلي من أهم أسلحته الهجومية الفتاكة آنذاك.. ومن المؤكد إذن أنّ مشهد إبعاد فيكتور لن يتكرر مرة أخرى، فالمبدع عمر السومة بات عند الأهلاويين كنزًا ملكيًا يصعب الاستغناء عنه ورقمًا مؤثرًا يشير إلى البهجة والفرح، ولذا تجدهم دائمًا يرددون وأعينهم تستمتع بشلالات أهدافه.. راح فيكتور ولكن ربنا عوضنا بالسومة.

تويتر AliMelibari@

 

7