العقيل يكتب: الاتفاق يكسر الخاطر!

لا أستبعد ان يلحق الالماني ثيو بوكير مدرب الفريق الاول لكرة القدم بمدرب النهضة الروماني ايلي بلاتشي، وايضا البلجيكي ميشيل برودوم، اللذين ذهبا ضحية مقصلة الإقالة التي تطيح بالمدربين مع اول اخفاق للفرق التي يشرفون على تدريبها.

 اقالة المدربين اصبحت ظاهرة يتميز بها الدوري السعودي، إلا انها هذا الموسم بدأت مبكراً، حيث استعجلت إدارة النهضة والشباب باتخاذ قرارها برحيل مدربيها بسبب تدهور نتائج الأول، وعدم نجاح الثاني في تخطي عقبة الدور ربع النهائي بدوري ابطال آسيا على الرغم من انه كان يملك افضلية امام فريق كاشيوا الياباني، الا انه ترك الفرصة تذهب من بين يديه.

 نعود للفريق الاتفاقي والحديث عن اقالة بوكير المتوقعة في غضون ايام بسبب حالة الغضب الجماهيري على الفريق لسوء النتائج، فالجماهير لن تصبر على بوكير مجدداً لاسيما بعد الخسارة غير المتوقعة امام نجران في الجولة الخامسة.

 تخبطات بوكير الواضحة للعيان قد تعجل بإقالته لأنه المتتسبب في نزيف النقاط وتلقى ثلاث خسائر في خمس جولات فقط..!!

 سبق وأن ذكرنا ان الاتفاق يفتقد للانسجام وبعد مرور اربع جولات بدأ مستوى الفريق في تصاعد بسبب الثبات على التشيكله إلا ان “التأليف” الذي قام به بوكير امام نجران اضاع هوية الفريق وأصبح حملاً وديعاً وفريقاً متهالكاً.

 لا أعلم ما الحكمة في اشراك خالد العبود في خانة الظهير الايمن وهو أساسي جناح ويملك مقومات هجومية عالية، ويشكل خطورة بالغة على مرمى المنافسين، كان بإمكانه ان يكون ثنائيا هجوميا مع السنغالي بابا ويجو ثم يقوم بتجربة الروماني نيكولاي في خط الدفاع رغم ان اللاعب متألق في مركزه الاساسي بخط الوسط مما اربك اللاعب الذي سجل هدف المباراة الوحيد في مرماه وكان بقاؤه في مركزه افضل ومشاركة مبارك وجدي في خط الدفاع كما حدث في المباراتين السابقتين امام الشعلة والتعاون.

 اشياء كثيرة تخبط فيها بوكير اثناء المباراة تسببت في المقام الاول بالخسارة وكأنه لازال في حقل تجارب لا يعرف امكانات لاعبيه، مع ان هذه المباريات رسمية ولابد من حصد النقاط فيها بدلاً من التفريط بالنقاط بهذا الشكل الغريب.

 الحسنة الوحيدة لبوكير حتى الآن اتت من خلال منح الفرصة للاعبين الشباب مثل محمد كنو واحمد الشهري، اما اداء الفريق فهو عشوائي وبدون هوية ولا طعم ولا رائحة ولا لون.

 قد تكون مواجهة الشباب في الجولة المقبلة هي الكلمة الفصل في مسألة بقاء بوكير على رأس الإدارة الفنية لفارس الدهناء، أو انه سيكون ثالث ضحايا التدريب في دوري جميل، فمستوى الفريق ونتيجة اللقاء هي التي ستحدد مدى بقائه من عدمه.

 احمل اخفاق الاتفاق حتى الآن للمدرب في المقام الاول ولكني قد اعذره لأنه لم يجد الادوات التي تساعده أو لم يجد الوقت الذي يمنحه فرصة تعديل وضع الفريق، وكذلك عدم ظهور بعض اللاعبين المميزين بأدائهم المعروف حيث انهم لم يساعدوا المدرب بذلك كما ان العنصر الاجنبي لم يكن موفقا في مجمل المباريات، وما يحدث للفريق يتحمله الكل بما فيهم الادارة، اما اللاعبون فلابد ان يمسحوا الصورة التي ظهروا عليها لأن الاتفاق اصبح فريقا “يكسر الخاطر ويعور القلب”..!!

مقالة للكاتب مروان العقيل عن جريدة اليوم

18