مشعل القحطاني يتحدث عن استعراض العضلات

حينما كنّا أطفالا ًوفي لحظات غياب رقابة والدينا، كان بعضنا يحاول ممارسة تمرده اللفظي تجاه أقرانه من الأطفال، علّه بذلك يفرض سيطرة مؤقتة تجلب له سعادة لحظية بانتصار عقيم وحالما يحضر الكبار نبقى صامتين بألسنتنا مشاغبين بتحركاتنا خوفا ً من سلطة الكبير الذي يستطيع تنفيذ العقوبة مع أن ذلك يحصل أحياناً حينما يتقدم أحدنا بشكوى على الآخر فتأتي النتيجة مباشرة بتنفيذ عقوبة جماعية على المخطئ والبريء.
لا أدري لماذا استحضرت هذه الذكريات فربما أن ما يحصل في هذا الوقت من صراع ٍ (طفولي) بين طرفين أو أكثر حول واقع وجود ألفاظ ٍ عنصرية، جرني لهذا الحديث الذي لم أرغب في تعاطيه إلا بسبب أنه يستحوذ على الرأي العام بفضل برامج (كل شيء بريالين) التي أفردت مساحات كبيرة لهذا الموضوع الذي لايستحق أن يُطرح بهذا الشكل لكني أعذرهم بسبب أن الأغلبية أصبحوا يبحثون عن هذا النوع من الإثارة التي تجلب المشاهد بسرعة.
لجنة الانضباط بكل بساطة هي المعنية ويجب أن تتعامل مع الموضوع بطريقتين لاثالث لهما فإن كانت الألفاظ العنصرية تتم بشكل جماعي وبمشاركة رابطة المشجعين فهنا يتم اتخاذ أقسى العقوبات تدريجياً، أما في حالة صدور هذه الألفاظ بشكل فردي فهذا ما تعودنا عليه منذ سنوات ولن يستطيع أحد إيقافها لأن تربية الناس تختلف من بيت ٍ لشارع.
وعلى قاعدة (كل ممنوع مرغوب) فأعتقد أن التركيز على هذا الأمر سيزيد من سوئه وعناد الجمهور سيتضاعف ولن تستطيع تلافيه لاحقا ًلكن الحل يبدأ من صفحات الجرايد والرسومات الساخرة (الكاريكاتير) وضيوف البرامج بأن يتوقفوا عن استعراض عضلاتهم بالإشارة للألفاظ العنصرية لأنهم سبب الاحتقان .

مقال للكاتب مشعل القحطاني – الشرق

10