الشريف: الحظ “ماشي” مع إدارة الاتحاد

التنظيم والتخطيط هما من يكفلان لأي إدارة تحقيق النجاح وبلوغ الهدف وضمان حقيقي لاستمرارية مخرجات هذا العمل بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الاجتهادات الفردية حتى وإن تعثر في خطوة أو خطوتين، فلابد أن يستقر في نهاية الأمر في المكان الصحيح وهذا ما يسمى بالإدارة الحديثة، وعلى الطرف الآخر من المعادلة فإن الإدارة التي تجد عملها يظهر وينجح دون تخطيط أو تنظيم لا تعد إدارة ناجحة وإنما إدارة «محظوظة» ربما يضرب معها الحظ مرة أو مرتين ولكن مصيرها الفشل لافتقادها مقومات النجاح التي أشرنا إليها..

أمام هذه المعطيات دعونا نعود إلى مباراة الاتحاد والشباب والتي تحمل كل تلك الصور السابقة ففي الشباب إدارة خططت ونظمت ووفرت كل مقومات الفوز إلا أنه خسر لكن لا ضير في ذلك فكرة القدم فوز وخسارة طالما الفريق يسير وفق منهجية فنية وإدارية سليمة، وهذا ما نلمسه في الفريق الشبابي، لذا أتوقع أن يعود الليث أكثر افتراسا من ذي قبل فريقا مغوارا كما عهدناه دائما أمام منافسية.

في المقابل، نجد الاتحاد يلعب مثقلا بالديون، غائبة حقوقه حاضرا بشبابه ونجومه ليكسب الجولة ويقلب الطاولة ويقول كلمته بصوت عال رافضا تكبيل طموحه، واضعا حدا لكل حالات التشكيك والتهديد الذي مارسته إدارة النادي معه بمعاونة شرفية ليمنح نفسه حق القيادة للسفينة الصفراء وسط أمواج المنافسين الصاخبه ليأتي بالفوز في وقت مهم، خرجت فيه الإرادة والعزيمة من تحت جلباب الانكسار الإداري منتصرة على كل الأطراف ويثبت الفريق الاتحادي للمرة المليون قدرته على تقديم نفسه كبطل حقيقي للكرة السعودية بينما الإدارة ذهبت وراء قضايا صنعتها بيدها لتغرق نفسها بنفسها قبل أن تعود مجموعة من اللاعبين لإنقاذها لتظهر من جديد في الصورة على أنها إدارة ناجحة وفي الحقيقة أنها محظوظة.. لكن السؤال إلى متى يظل الاتحاد يغوص بمفرده لا إدارة ولا شرفيين؟

هنا يجب أن يخرج الاتحاديون من خندقهم بكامل عدتهم وعتادهم للوقوف إلى جانب هذا الفريق، فما تحقق من فوز بكأس الأبطال ومن ثم الانطلاقة الرائعة بالدوري لهي دلالة واضحة على عنفوانه الذي يستمد طاقته من روح الشباب التي أضحت علامة فارقة في الطموح بين اللاعبين والإدارة.

لكن لن يستمر ذلك ما لم يكن هناك عمل إداري بعيدا عن لغة الحظ مواز للحضور الفني الذي ظهر به الفريق حتى يتسنى للإسباني بينات استثماره في وقت مبكر من الموسم، أما إذا استمر السجال الإداري والوعود السرابية تارة والظهور الإعلامي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع تارة أخرى، فإن ذلك سوف يقضي على العمل الجميل الذي يقدمه الجهاز الفني واللاعبون الشباب حتى وإن استمر تفوقهم الميداني في دعم العمل الإداري غير المنظم أو المخطط له، إذن يجب على إدارة الفايز أن تغير استراتيجيتها في التعامل مع اللاعبين والقرب منهم والعمل على إنهاء مستحقاتهم ولا تقف فقط على منبر الحظ للظهور عند الفوز وتغيب عند الخسارة.

مقالة للكاتب حسين الشريف عن جريدة عكاظ

8