اياد عبدالحي يكتب: ابن البحر!

. هكذا هو..! وما من مثيل له..! هو النادر غير المتكرر..! مُدهشٌ فلا تصفه علامة تعجب..! مُحيِّر إلى ما بعد الاستفهام..! يهطل دون أي غيمة..! يسطع وإن اجتمع عليه كل الظلام..!

. كم أخرس المنطق دون أن يتكلم..! وهو الأكثر جدلاً للواقع بصمته..! وكأنه أصم ليس يسمع إلا ما يريد قوله..!

. ابن البحر..! وللبحر جنون لا يأبه بأي يابسة..! وكم من يابسةٍ أغرقها جنون البحر في وهلة إرادةٍ منه..!

. احذر من مدِّ الاتحاد، فها هو الآن في ساعة جزرِه يُغرق..! إذن كيف سيكون به الحال إن قرر العصف..؟

. ماذا لو أنه في أتم عافيته..؟ وبكامل قدرته..؟ من ذا الذي وقتها سيتجرأ على وضع عينه في عين هذا الاتحاد..؟

. أما آن الأوان لليله أن ينجلي..؟ أما حان وقت الصباح..؟ متى تدق أجراس اليقظة..؟ أما من صحوةٍ تُنهي هذه الغفوة..؟

. منجم الاتحاد تفتَّق عن ذهبه..! وكأني به يصرخ في القوم: “هاكُم ثروتي”..!

. ما بال أقوام الاتحاد قد أعرضوا عنه..! أشاحوا وجوههم، وأداروا ظهورهم، في وقتٍ أطلق فيه اتحادهم ياء نداء الحصاد..!

. في الاتحاد الآن ثروة تاريخ وتركة مجد وسيرة بقاء كل مهرها (نقد)..! مجرد ملايين..! و(عمل)..! هذا كل ما في الأمر..! هي نقطة الخلاف والاختلاف..! وأخشى ما أخشاه أن تستمر فيهيل الزمن على المنجم التراب وتُطمس الملامح وتضيع الخارطة وينحسر البحر شيئاً فشيئاً فلا تبقى في ابنه دبة حياة..!

مقالة للكاتب اياد عبدالحي عن جريدة النادي

9