الفرج يكتب: مهلة العراق مضيعة للوقت!

يتحدث رئيس لجنة المهندسين التابعة للجنة التفتيش الرياضية الخليجية القطري غانم الكواري عن أن المنشآت العراقية المفترض تهيئتها لاستضافة دورة كأس الخليج العربي 22 في البصرة غير جاهزة في جانبي البنية التحتية والمنشآت حتى اللحظة، وخرج رؤساء الاتحادات بقرار تمديد المهلة المحددة للاتحاد العراقي لاستكمال ما هو مطلوب منه حتى أكتوبر المقبل، والمخاطر الأمنية في هذا البلد الذي يعيش فتنا وحروبا طائفية وتفجيرات حصدت ولا تزال عشرات الآلاف يجعل استضافة بطولة مهمة على مستوى المنطقة وسط هذا الانفلات الأمني غير المسبوق أمرا مستحيلا، والغريب أن الحديث عن الوضع الأمني لم يكن حاضرا بالدرجة التي يتم التطرق فيها عن جاهزية البنية التحتية والمنشآت؛ فما تخرج به الأنباء الرسمية بعد نهاية الاجتماعات الخليجية لا يتجاوز عبارة القصور الأمني حول تلك المخاطر، وإذا كانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن حصيلة قتلى أعمال العنف التي شهدها العراق خلال شهر يوليو فقط بلغت 1057 قتيلا و2383 جريحا بين مدني وعسكري مع تأكيد القائم بأعمال الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستين الخميس الماضي أن هذه الحصيلة هي الأكثر دموية في العراق منذ أكثر من ست سنوات فهو مؤشر خطير لمستقبل هذه الدورة.

ولا يمكن لرؤساء الاتحادات الخليجية وهم الحريصون على انضمام العراق لركب البلدان المنظمة لهذه الدورة أن يلاموا إطلاقا في حال اتخذ قرار تحويل استضافة البطولة إلى السعودية التي أعلنت غير مرة جاهزيتها التامة لاستضافة مثالية لمنتخبات الخليج وجماهيرها وسط أجواء آمنة تحقق أعلى درجات النجاح.

التقارير الأممية تؤكد مقتل 4137 وإصابة 9865 آخرين في العراق مطلع 2013، والتفجير الأخير أول من أمس (السبت) طال موكب ضابط عراقي كبير خلف قتلى وجرحى يؤكد مجددا عدم قدرة المعنيين بالأمن في هذه البلاد على حماية أنفسهم فكيف بضمان حماية الآخرين من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية وجماهير ومسؤولي منتخبات وصولا لإخراج بطولة تليق بتاريخها الطويل؟! .

إن جنوح رؤساء الاتحادات الخليجية نحو مهلة أخرى للعراق حتى أكتوبر المقبل فيه مضيعة للوقت، واتخاذ قرار حاسم بحرمان العراق من التنظيم في هذه الفترة مع ذكر المسببات المدعومة بتقارير دولية، وإعلان تكليف السعودية باستضافة خليجي 22 هو الأمر المفترض اليوم في ظل الرغبة بإقامة الدورة المقبلة نهاية العام 2014 بدلا عن من بداية العام الذي يليه الذي سيشهد نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا، والمسارعة في إبلاغ السعودية بذلك سيمنحها الوقت الجيد للبدء في تشكيل اللجان وإجراء التحضيرات التنظيمية لضمان أعلى درجات الراحة للسكن والمواصلات وملاعب التدريب واستقبال الجماهير وكل ما يحتاجه القادم لحضور البطولة.

مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض

9