عبدالله فلاته:صعبة وقوية.. رسخت “الإحباط”

عبدالله فلاتهتأهل فريقا الأهلي والشباب للدور الربع نهائي من دوري أبطال آسيا وخرج الهلال، والنتائج الثلاث متوقعة قياسًا بما أسفرت عنه مواجهات الذهاب، فالأهلي الذي تعادل في قطر حقق فوزًا مريحًا في مكة وظهرت الفوارق الفنية لمصلحة الأهلي رغم الغيابات، والشباب كسب الغرافة ذهابًا وإيابًا ولا مجال للمقارنة بين مستوى الفريقين، أما الهلال فقد خسر في الرياض وتعادل في الدوحة ورغم تواضع مستواه إلا أن هدفًا كان يفصله عن التأهل، وبواقعية فإن هناك أكثر من فارق ميز لخويا عن الهلال، فهناك المدرب القدير جيريتس ومحترفون متميزون، في المقابل هنا مدرب متواضع الإمكانيات زلاتكو الذي جاء لسد الفراغ ومحترفون مجرد كمالة عدد ولاعبون محليون رغم كونهم واعدين من عينة سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني إلا أنهم في طور البناء ولم يشتد عودهم بعد وعلى الإدارة الهلالية أن تعيد النظر في اختياراتها مؤخرًا للأجهزة الفنية بدليل تغيير 5 مدربين في موسمين وأن تعود باختياراتها للمحترفين، كما كان يحدث في السابق من عينة ويلي هامسون ورادوي ونيفيز – محترفون يصنعون الفارق- وفريق كانت يدربه أسماء لامعة أمثال جيريتس وكوزمين ويوردانيسكو، لن يقنع لاعبيه ولا جماهيره زلاتكو علمًا أنني من أشد المؤيدين لتولي سامي الجابر المهمة، فقد مللنا الأسماء التي حضرت للتجارب وأبناء الوطن أكفأ وأولى.

الآسيوية صعبة وقوية
كلما خرج الهلال من دوري أبطال آسيا أو أي ناد سعودي آخر عدنا لعبارة “الآسيوية صعبة وقوية” وهي مزعجة ومحبطة في نفس الوقت فمنذ عام 2005 عندما حقَّق الاتحاد كأس دوري الأبطال الآسيوي ونحن نعاني ونقلب في العبارات ونتلاعب بالألفاظ كمن يُحوِّل الهزيمة إلى نكسة وهي في الأصل ليست إلا محاولات للتشفي زادت الوضع سوءًا وما سبق وأن أشرنا إليه في فريق الهلال عن أسباب خروجه من ضعف أجهزة فنية ومحترفين مميزين ينطبق على غالبية الأندية في أسباب الابتعاد الذي طال عن كأس آسيا فهل يكسر الشباب أو الأهلي سوء الطالع؟.. ذلك وارد بشرط عمل جاد طيلة فترة الصيف.
فاقد الشيء لا يعطيه
لم يكن الزميل عاصم عصام الدين في حاجة لأن يستدعي أمورا ليس لها صلة في مقاله التعقيبي على ما أوردته في مقال السبت الماضي بالقفز على الحقائق ووضع نادي الاتحاد في المنتصف والحقيقة هي دفاع تعصبًا لشقيقه، علمًا أنني عاتبت شقيقه الذي أحترمه وأقدره على التشكيك في المصداقية لا أقل ولا أكثر، وهذا ما أشرت إليه نصًا، ولكن الزميل يبدو أنه بعد أن أفلس أصبح يبحث عن المهاترات، حاول مع الزميل سالم الشهري فتلقى ردا بدرس بلاغة الكلام وقوة الحجة.
الغريب أن عاصم طالبني بالمهنية ونسى أن سر عتبي هو التشكيك في المصداقية وهي أهم ما في المهنية، وقد لا يدرك ذلك كونه لم يعمل في الميدان الصحفي، ويشعر بمعاناة المحرر وهو يقدم معلومة صادقة وغضب الصحيفة في التشكيك في مصداقيتها، وأن هناك مجالس تحرير في الصحف تناقش وتحاسب على كل خبر، والزميل بالتأكيد لا يدرك ذلك لأنه وجد نفسه كاتبًا بين عشية وضحاها دون عناء وبمساحة متاحة ويا بخت من كان رئيس التحرير شقيقه.
لازلت أتمسك بأن الفكر العنصري أسوأ من الألفاظ ويستحيل أن أتهم بريء بذلك كما أنني حددت ممن تكرَّرت وطالبت لجنة الانضباط بالعقوبات، ومحاولة التلاعب بالفكرة مكشوفة، والمسؤولية تفرض علينا أن نتحدث في مثل هذه الأمور الحساسة بمنطق وآفاق واسعة لا التأجيج ولا التقسيم الذي يضر ولا يفيد ويكشف محدودية الفكر، وفاقد الشيء لا يعطيه.

سؤال
متى نتعلم أن الاختلاف في الرأي لا يعني تسفيه الآخر؟!

مقال للكاتب عبدالله فلاته- صحيفة المدينة

10