هداف كرة القدم الفرنسية السابق دافيد “تريزيغيه” يُحلّق بمعنويات فريق “الأحلام السورية”

حلّق فريق “الأحلام السورية” بأمنياته عالياً بعد لقائه نجم كرة القدم الفرنسية وهداف الديوك السابق دافيد تريزيغيه، مساء يوم أمس في أكاديمية اسباير، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق المباريات الودّية التي يُشارك فيها الفريق السوري، بداية من 26 يناير الجاري.

ويُشارك فريق الأحلام السورية في النسخة السادسة من بطولة الكاس الدولية لعام 2017، مؤلفاً من شباب سوريين دون 17 عاماً يعيشون في مخيمات اللاجئين بمخيم الزعتري الأردني وذلك عقب الأحداث الأليمة التي لحقت بهم في ظلّ الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم.
هذا ويتلقى فريق الأحلام السورية تدريبات على مستوى عالي من الجهاز الفنّي في أكاديمية اسباير كما يستفيد من كل الإمكانيات والتجهيزات العالمية المتاحة في الأكاديمية بما يتيح لهم إظهار قدراتهم التنافسية في هذه البطولة الدولية، التي يُشاركون فيها بمباريات ودّية تجمعهم مع الفرق الأخرى بعيداً عن معايير التأهل، بالإضافة إلى المباراة الودية التي ستجمعهم أيضاً مع الضيف المميز فريق نادي شابيكوينسي البرازيلي الذي فقد لاعبيه في حادث تحطم الطائرة المأساوي الذي وقع في نوفمبر الماضي.

وتحدّث النجم دافيد تريزيغيه، الذي أطلق ضربة البداية في المباراة الأولى للبطولة يوم السبت الماضي، مع اللاعبين السوريين خلال تدريباتهم يوم أمس، كما التقط صورا تذكارية معهم، مشاركاً إياهم أهم محطات بداية مسيرته المهنية.
وفي عبارات تحفيزية عززّت من الروح المعنوية للفريق قال تريزيغيه: “أنا سعيدٌ جداَ بالحماس والالتزام الذي تبدونه اليوم خصوصاً في هذه المرحلة من عمركم. وأريد أن أؤكد لكم على ضرورة الالتزام لتعزيز جهودكم وتوظيفها في المكان الصحيح. ولا بدّ أيضاً من أن تأخذوا بالاعتبار أهمية الاستماع إلى مدرب الفريق ومساعدة بعضكم البعض والعمل بروح معنوية عالية. والأهم من ذلك كله، أن تكون المتعة حاضرة وبقوّة أثناء اللعب”.
وفي ختام حديثه، أعرب تريزيغيه، الذي كان أحد أهم اللاعبين الذين ساهموا في فوز الفريق الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم، فرنسا 1998 وأيضا كأس أمم أوروبا 2000، عن تفاؤله باستضافة قطر لكأس العالم عام 2022، وقال:” كان لديّ حلم بأن أصبح لاعباً محترفاً في كرة القدم، وأصبح هذا الحلم حقيقة عندما بلغت الـ20 عاماً، وقد سنحت لي الفرصة باللعب في مباريات كأس العالم، وهذا ما ستفعلونه بإصراركم، وآمل أن أراكم في ملاعب كأس العالم في قطر عام 2022″.
الجدير بالذكر أن أكاديمية أسباير سوف تستمر بدعم فريق الأحلام السورية بعد انتهاء البطولة. ويشارك نادي أحلام سوريا في ثلاث مباريات ودية تقام على هامش بطولة الكأس الدولية 2017 في 26 و28 و30 يناير. ويشارك لاعبو النادي الذي تأسس مؤخرًا بمبادرة من أكاديمية أسباير لدعم اللاجئين السوريين لأول مرة في بطولة احترافية ودولية. وعلى الرغم من حداثة تأسيس النادي، إلا أن اللاعبين الذين بدأوا باللعب مؤخرًا متفائلون جدًا بما يمكنهم أن يقدموه خلال البطولة ولاحقًا خلال مستقبلهم الرياضي.
وفي هذا السياق، قال مدرب الفريق حسان ناصر:” إن الشغف لكرة القدم والموهبة والحرمان الذين يعانون منه هي نقاط القوة التي يتمتع بها اللاعبون. لا يمكنني الحديث عن مهارات رياضية متميزة، لأن عمرهم التدريبي وخبرتهم الرياضية صغيران جدًا؛ فلاعبو الفريق خاضوا ست مباريات فقط مع أندية محترفة، بعد أن انتظموا منذ نحو ثلاثة أشهر في الفريق، بعكس اللاعب المحترف الذي بدأ اللعب وهو في السادسة وخاض أكثر من 600 مباراة. إلا أنه لا بد من الإشادة بالموهبة اللافتة التي يتمتع بها بعضهم”.
من جهته، قال أحمد خالد النايف 15 سنة (مهاجم) واصفاً شعوره بالمشاركة في بطولة الكأس الدولية 2017:” شعوري لا يوصف. فبطولة الكأس تُعدّ أول بطولة دولية سأشارك فيها. وكّلي حماس لأنني سأمثل بلدي سوريا في البطولة، كما أنني سألعب في مواجهة أندية عريقة، وسأظهر للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون، حيث سيتمكن الجميع من مشاهدة أدائي، لا سيما أهلي وأصدقائي”.
في هذا الإطار، عبّر عبد الله أحمد البقاعي 17 سنة، حارس مرمى، عن الفائدة التي سيحققها من مشاركته بالبطولة قائلاً:”من المؤكد أنني سأكتسب الكثير من الخبرات خلال مشاركتي في مباريات البطولة، وسأتعلم الكثير خلال مراقبتي عن قرب كيفية أداء حراس المرمى اللامعين والمهارات التي يتميزون بها خلال المباريات، ما سينعكس من دون شك على مهاراتي وطريقة صد الأهداف”.
أما المهاجم مازن حريري 17 سنة فأوضح كيفية مشاركته في البطولة وقال:”شاركت في عدة مباريات أقيمت في مخيم الزعتري، حيث كنت ألعب ضمن فريق في المخيم كل أسبوعين. إلا أن أجريت اختبارات أمام فريق عمل أكاديمية أسباير منذ أربعة أشهر تقريبًا. وتم اختياري لأنضم إلى فريقس أحلام سوريا بعد أن أعجب المدرب بطريقة لعبي المتميزة. خضعت لتدريب مكثف في الأردن، واستمرينا بالتدريب بنفس الوتيرة عندما وصلنا إلى قطر”، مضيفاً :” فريقي المفضل هو نادي برشلونة، ويعود سر تشجيعي لهذا النادي شغفي باللاعب ليونيل ميسي الذي أقتدي بطريقة لعبه. مهاراته في كرة القدم ممتازة ولا مثيل لها. أحب أداءه منذ أن كنت ولدًا صغيرًا. أطمح أن أنتسب يومًا ما إلى نادٍ أوروبي على الرغم من صعوبة الوصول إلى النوادي الأوروبية، مبدياً رغبته باللعب ضد نادي ريال مدريد في البطولة، قائلا:” ربما نستطيع أن نهزمهم بسبب رغبتي الشديدة في ذلك”.

8