تهجير السوبر لترفيه الميسورين!

• قرابة ثلاثة أسابيع تفصلنا عن بداية الموسم الرياضي السعودي القادم «2016/2017»، حث ستكون البداية من مباراة كأس السوبر السعودي، التي ستجمع بين فريقي الأهلي والهلال، في الثامن من شهر أغسطس القادم، وأين؟!!
هناك في «الأجواء اللندنية» وفي تكرار «مع سبق الإصرار» من قبل «السادة المعنيين» لتجربة الموسم الماضي، برغم كل ما لازمها وأعقبها من ردود الفعل الغاضبة وخاصة من قبل الشريحة الأكبر «كماً وتأثيراً». وهي الجماهير الرياضية السعودية «المغلوبة على أمرها»!!
•• فهذه الجماهير الغفيرة والوفية، حتى وإن كانت «مهيضة الجناح» من حيث الإمكانات المادية لدى النسبة العظمى منهم، والتي «بالكاد» تقوى على مكابدة التغلب على أدنى متطلبات الحياة المعيشية، فضلا عن أن يكون في وسعهم «الحلم» بالسفر لأقرب بقعة خارج حدود الوطن، فما بالك بسواها من مواطن «الضباب» ومصايف المترفين والميسورين، إلا أنهم برغم كل هذه الظروف، ظلوا يقتطعون من مصروفهم اليومي، ليملأوا مدرجات ملاعبنا الرياضية طوال منافسات مواسمنا الرياضية، وهؤلاء هم أنفسهم، من خلال عشقهم وتضحياتهم وكثافة حضورهم وديمومة مؤازرتهم وتميز أهازيجهم، من منحوا دورياتنا الرياضية، «صفات» التميز على مستوى الدوريات العربية، فكان لهم الفضل بعد الله في «تعويض» الكثير من مواطن القصور والخلل الذي يعتري كرة القدم السعودية. سواء على مستوى حراك منافساتها المحلية، أو على مستوى مخرجاتها بشكل عام.
•• هذه الجماهير السعودية الأكثر كثافة وتاثيرا ووفاء وتضحية، كان لديهم بقايا من أمل في السادة المعنيين، قبل اعتمادهم لقرار «تهجير السوبر السعودي»، وحرمانهم منه للموسم الثاني، أن ينظر إليهم بعين الاعتبار إلى جانب اعتبارات وأبعاد أخرى لا تقل أهمية من حيث ضمانها لتحقق خدمة «الصالح العالم»، وتحقيقها أيضا لما هو «معلن» من الأهداف التي بنى المعنيون عليها مبررات قرارهم. ففي وطننا الحبيب من المدن ما تمتاز بالأجواء المناخية «الطبيعية» الخلابة، وبها من الملاعب ما يتسع لأضعاف ما هو «هناك» وسيتحقق الاستثمار إن كان هو المنشود، كما أن بوسع النخب والمترفين، إن دفعهم الحرص على حضور المباراة، الحضور ثم العودة، كباقي المناسبات التي تقام خارج مصيفهم، كما أن الهيئة العامة للترفيه التي أقرت مؤخرا، جاءت لخدمة من ليس بوسعه الترفيه عن نفسه وقتما يشاء وحيث شاء وليس العكس، وكان المأمول من المعنيين بهذا القرار توظيف «السوبر» لتعزيز ودعم السياحة الداخلية وليس العكس، ولكن لا سامح الله «الأنا». والله من وراء القصد.
• تأمل: «الرؤية» تستوجب الاستشعار، وتفعيل كل ما يرجح كفة الصالح العام على ما سواه!

16