هياط الأندية

حسين الشريف• حالة صمت وهدوء عاشتها أنديتنا في ليالي الشتاء البارد لم تستطع خلاله تدفئة مشاعر محبيها بتعاقدات استثنائية لترضخ لواقعها الأليم التي ظلت تهرب منه سنين وسنين..
• واقعها الذي يقول إنها أندية مفلسة ومتخبطة لا تمتلك إلا المكابرة والهياط الذي مارسته باحترافية اتجاه اتحاد الكرة ولجانه، وعندما جاءت ساعة الصفر لتعديل المسار ظهرت على حقيقتها وسقطت أقنعتها، وفرضت الديون هيمنتها على الكبار منها والصغار، وحرمتها من حق التصحيح في الفترة الشتوية التي مرت عليها بردا وسلاما..
• لا جديد في الهلال، ولا تطوير في النصر، ولا حياة لمن تنادي في الاتحاد، والبقية تأتي تباعا إلا من رحم ربي، وكان واقعيا في إدارته للأمور، منطقيا في اختياراته ليضيف ما كان تحتاجه الأندية وفق إمكاناتها، وإن كان المأمول منها أكثر، ولاسيما الأهلي الذي يمني النفس بالدوري، فكان بالإمكان أن يجلب من هو أفضل إلا أن استقطاباته الشتوية هي الأميز والأنسب مقارنة بمنافسيه..
• فالهلال دغدغ مشاعر محبيه مع بداية الموسم بتباشير تسويقية وضعته بأعلى دخل ماليا متفوقا على جميع الأندية التي لم تصل لهذا الرقم الكبير بـ 150 مليون ريال كدخل سنوي للنادي من العقد الاستثماري وحقوق التذاكر والنقل التلفزيوني وفي النهاية قرض وعرض يلتمس فيه نخوة ابنهم البار في الحصول عليه.
• الاتحاد أعلن في وقت سابق أنه حصل على عقد رعاية مع شركة طيران الاتحاد الإماراتية لرعاية النادي لمدة ثلاث سنوات مقبلة بعقد قيمته تسيل اللعاب، وغيرها من الرعاة الذين سيزينون قمصان اللاعبين لينتهي بهم الأمر بفزعة أنمار الحائلي والمقيرن التي لا تغني ولا تسمن من سداد ديونه العالقة في لجنة الاحتراف وغرفة فض المنازعات ليبقى متفرجا على مدرج الأحلام مكتفيا بالكلام في وسائل الإعلام..
• النصر لم يكن أحسن حالا من أقرانه، ففيه نسمع جعجعة ولا نرى طحنا، استبشرنا خيرا في مستهل العام بوعود مسؤوليه ورهانهم على جلب عقود رعاية ضخمة ستضخ للنادي أكثر من 100 مليون ريال سنويا، ستسهم في حل كثير من القضايا المالية العالقة عليها، إلا أن كل ذلك تبخر مع كل كرة ركلت في شباكه.
• أندية دفعت ثمن «هياط» مسؤوليها على مدار السنوات الماضية وتفاخرهم بالوهم والضحك على ذقون جماهيرهم بأغلى العقود وأفضل الرعايات ليجدوا أنفسهم مصطفين تباعا أمام باب الرئيس العام بعدتهم وعتادهم، محملين بالمعاريض والأماني ومجملينها بحبة خشم طبعوها على جبين بن مساعد، بحثا عن مخرج يحفظ ماء وجوههم ويخلصهم من الهياط.

10