اصحى يا غالب

علي مليباري

يفقد اللاعب شيئًا من بريقه وعنفوانه في حال انشغل عن العطاء داخل الملعب ولم يُلقي بالًا لجماهير فريقه التي تحترق حبًا وتشجيعًا سواءً في المدرج أو خلف شاشات التلفاز.
وحديثي هنا يتركز على إبراهيم غالب (العامود الفقري للنصر)، والذي خذل محبيه ثلاث مرات منذ انقطاعه عن الكرة بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة في بطولة دوري آسيا العام الماضي.
بعد تلك الإصابة الإليمة، أعلن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي عن تحمله كامل تكاليف العملية الجراحية وأيضًا تكاليف البرنامج التأهيلي في أي مكان يختاره غالب تقديرًا لنجوميته وأهميته بالفريق.
ولكن غالب بعد إجرائه للعملية الجراحية في لندن وعودته من هناك، تقدم بشكوى ضد ناديه يطالب فيها بالحصول على مستحقاته المتأخرة، فكانت تلك أولى الصدمات التي هزت مشاعر جماهير الشمس تجاهه، كون شكوته جاءت في وقت غير مناسب ولأن غالب قريب جدًا من الإدارة وعلى علم أكيد بمقدرة استلام مستحقاته عاجلًا أو آجلًا حاله في ذلك حال جميع اللاعبين السعوديين.
أما الصدمة الثانية، فهي عدم التزامه بتنفيذ برنامجه التأهيلي المعد له في أكاديمية اسباير القطرية، برغم كل الضجة التي أثارها بسبب مستحقاته المتأخرة والتي تم جدولتها لاحقًا، حتى أن زميله أحمد الفريدي والذي تعرض للإصابة نفسها لكن بعد غالب بخمسة أسابيع، سبقه في العودة وركل الكرة بنجاح نتيجة التزامه الكامل بتنفيذ البرنامج التأهيلي.
وحتى يزيد من أوجاع النصراويين الذين لم يستوعبوا حتى اللحظة سوء أداء فريقهم، جاء غالب بصدمة ثالثة ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة، حيث تغيب عن التمرين الأول للفريق بعد العودة من الإجازة الأخيرة التي منحها المدرب كانافارو، لتقوم الإدارة النصراوية بمعاقبته بالخصم من راتبه هو ومن تغيب معه من زملائه.
وهكذا تمضي الأيام ويمضي نصف الموسم، وغالب لازال عن الملاعب غايب، ولا ندري ماذا سيفعل في النصف القادم وهو بكل تعالي ولا مبالاة يتغيب عن التمرين الأول بعد العودة؟
المؤلم أن غالب هو ابن النادي الذي عاصر أوجاعه ونكساته قبل العودة للمنصات وصعوده لها هو وزملاؤه الأشاوس، ولا أعلم لماذا يفعل كل هذا بعشقه العالمي ولماذا يهدم كل ما بناه من جهد وفن وعطاء على عشب الملعب؟
النصر الآن في مرحلة حرجة وفي حاجة ماسة لعطاء وجهد جميع لاعبيه، ولذا اتمنى من غالب أن يعي تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، خاصة أنه الكابتن الثاني للفريق بعد حسين عبدالغني.

17